بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقة الصوفية الجنيدية
صاحبها طاووس العلماء أبو القاسم الجنيد ، سيد الطائفة وإمام أئمتهم ، وطريقته هذه مبنية على الصحو عكس طريقة الطيفوريين ، وقد كان مذهبه غالباً على ما سواه من المذاهب ،ويذكر الجويري أن جميع مشايخه كانوا جنيديين ومما يروى عن الجنيد أنه حين تبرأ الحسين بن منصور من عمرو بن عثمان ، وكان الحسين في حال غلبته ، جاء إلى الجنيد ، فقال له الجنيد : لم جئت ؟
قال : لأصحب الشيخ .
قال : لا ، لا صحبة لنا مع المجانين ، لأنه ينبغي للصحبة الصحة ، فإذا وجدتها تكون كما فعلت مع سهل التستري وعمرو .
قال : أيها الشيخ ، الصحو والسكر صفتان للعبد ومادام العبد محجوباً عن ربه حتى تفنى أوصافه.
قال الجنيد : يا ابن منصور ، أخطأت في الصحو والسكر ، لأن الصحو بلا خلاف عبارة عن صحة حال العبد مع الحق ،والسكر عبارة عن فرط الشوق وغاية المحبة وكلاهما لايدخل تحت صفة العبد واكتساب الخلق ، وأنا أرى يا ابن منصور في كلامك فضولاً كثيراً ، وعباراتٍ لا طائل تحتها