بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقة الصوفية النورية
هي الطريقة التي أسسها أبو الحسن النوري خلال القرن الثالث للهجرة ، وتعتمد الإيثار أي حق الصحبة ، وهي قريبة من الطريقة الجنيدية التي تحدثنا عنها في مكان آخر من الكتاب ، وترفض العزلة والانزواء وتشجع الاختلاط بالناس عكس الطريقة البسطامية ( المسماة بالطيفورية ) التي تفضل عدم الاختلاط بالناس وبالتالي تعتمد إلى الخلوة والانزواء .
ترجمة صاحب الطريقة :
هو أبو الحسن النوري واسمه أحمد بن محمد وقيل محمد بن محمد ، لكن أحمد أصح حسب السلمي ، وهو بغدادي المنشأ ، خراساني الأصل وعرف بابن البغوي . كان من أجل مشايخ القوم وعلمائهم ، ولم يكن في وقته أحسن طريقاً منه ، ولا ألطف كلاماً منه ، صحب سرياً السقطي ، وأحمد بن أبي الحواري ، وقد توفي عام 295 هجرية – 907 م ) .
أسند الحديث ، ومن أهم الأحاديث التي أسندها قوله صلى الله تعالى عليه وسلم من قضى لأخيه المسلم حاجة ، كان له من الأجـــــر كمـــن خـــدم الله عــــصره .
فلسفة الطريقة :
يقول الهجويري بشأن النورية : ( إن للنوري مذهباً محموداً في التصوف وقاعدة مختارة ، فقانون مذهبه تفضيل التصوف على الفقر ، وتطابق معاملاته مذهب الجنيد ) .
وترفض النورية العزلة والإنزواء وترشد الأتباع إلى العشرة والصحبة ، وتولي أهمية كبيرة للإيثار عملاً بقوله تعالى : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
ويقول الهجويري في بيان طريقة النورية : ( إن حقيقة الإيثار هي أنهم يحفظون في الصحبة حق صاحبهم ، ويضحي كل منهم بنصيبه عوضاً عن نصيب صاحبه ، ويحتمل التعب لراحة صاحبه .