اي والله صدقت اخيتنا بنت شيوخ ونحن ممن تذوق هذه النعمة فان الله يعطي عبده الذاكر افضل مما يعطي السائلين
والعطاء في هذا الباب هو لذة القرب وقوة الحب ولسوف يرى العبد مالم يراه غيره عندما يدخل في دولته سبحانه
آآآه يا لطيب ماتراه العيون وتتمنى ان تبقى من اجله ساهرةً العيون فلاتخالطه الظنون ولايصل حاله المبطلون
وهنا ان سمحتم احبتنا في الله عزوجل لي تحضرني قصة مباركة حدثت في زمان سيدنا عيسى عليه السلام
وهذه القصة لها معاني سامية وقوية تضرب اروع الامثلة في الايمان والتقوى ، ومفادها كما يلي :
في احد الايام مرّ النبي عيسى عليه السلام وهو يعود الى بيته في جنّة لشاب مؤمن من اتباعه ( والجنة ) كما
كانوا يطلقون هذا الاسم على ما نسميه نحن اليوم المزرعة او البستان ، فلما مرّ في جنة هذا الشاب سلم النبي
على الشاب فرد عليه الشاب السلام ونادى الشاب مستوقفاً النبي عيسى عليه السلام ، ان يا نبي الله تمهل ان لي
عندك حاجة ، فاجابه النبي : سل يافتى ، فقال الشاب : يا نبي الله ، سل لي ربك عسى ان يجعل في قلبي ذرةً
من حبّـهِ .. فسكت النبي ثم اجابه قائلاً : يافتى ان الذرّة كثير بل قل النصف ، فرد الشاب على النبي قائلاً : لقد
قبلت بها فسلهُ .
وبعد وقت قصير عندما ذهب النبي عيسى عليه السلام وصلى ودعا ربه ان يجعل في قلب هذا الشاب نصف ذرّةٍ من
حبّـه ، تقبل المولى عزوجل دعوته ، وعندها ذهب النبي ليبشر الشاب بقبول دعوته من الله سبحانه في جنته (اي بستانه) فلم
يجد الشاب .. ثم بدأ يبحث النبي عيسى عن الشاب في بيته ولم يجده ، وفي الطرقات وعند اصحابه وفي السوق وفي
المدينة وكذلك حتى في اطراف وطرقات المدينة فلم يجد للشاب اثراً .
فعاد النبي عيسى عليه السلام وطلب من الله سبحانه ان يدله على الشاب كونه لم يجده ، فقال له المولى سبحانه ان
يذهب اليه في اعلى قمة في اعلى جبل ، فسوف تجده جالسا على صخرة في اعلى القمة وعيناه شاخصتان الى السماء
هكذا ، صعد النبي عيسى عليه السلام يبحث عن هذا الشاب ، فوجده جالساً على صخرة في اعلى الجبل وعيناه شاخصتان
الى السماء ، فبادر النبي بالسلام على الشاب ، فقال : كيف حالك يافتى ، فلم يرد عليه الشاب ، ثم قال له النبي مرة اخرى
لينبهه : يا فتى انني انا النبي عيسى ، ولكن الشاب ايضاً لم يرد عليه ولم يجبهُ .
حينها نادى صوت من السماء النبي عيسى قائلاً :
ان يا عيسى ، اوتظن انّ من نجعل في قلبه نصف ذرةٍ من حبنا يعلم بمن حوله ؟
يا عيسى لو جئته بمنشارٍ وقطّعتهُ الى نصفين فما علم بذلك !!!!
ربّي هب لي كنز فضلٍ انت وهّابٌ كريم
واعطني ما في الضميرِ دلّني خير الدليل
اللهم صلي على سيدنا محمد صلاةً تفتح لنا بها ابواب الخير والتيسير
وتغلق بها عنا ابواب الشر والتعسير
وتكون لنا بها ولياً ونصيراً
يا نعم المولى ونعم النصير
وعلى آله وصحبه وسلم