دور المرأة المسلمة في التربية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ...

أما بعد : فإن من مهمات المرأة الأساسية الواجبة تربية الأولاد ودورها في التربية آكد وتأثيره أعظم وكما قيل :

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق

ومتى أهملت الأم دورها في التربية فسدت المجتمعات وانتشر الفساد .....

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) وفي الآية الكريمة ((وقفوهم إنهم مسؤولون)) ...

فجيل الإسلام بحاجة ماسة إلى أمهات معلمات مربيات مثاليات ... فبمثلهن تنشئ الأجيال نشئة صالحة وفق تعاليم الشريعة الغراء ..

ولهذا كان أكثر ما يفكر فيه أعداء الله ورسوله والإسلام هو ((غزو المرأة المسلمة )) وإفسادها عقلياً وجسدياً وفكرياً وأخلاقياً ..

لأنهم يعلمون أن بانحرافها تنحرف أجيال وراءها ! ومتى فسد المربي لم تصلح التربية !!! ..

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيباهي بأمته الأمم يوم القيامة بقوله ((تناكحوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)) فكيف

سيباهي عليه الصلاة والسلام بشباب وشابات ابتعدوا عن شريعته ومنهجه وتعاليمه ؟!! بل بأي وجه سنقابله وإياهم يوم القيام؟!! قال سيدنا

وقدوتنا وحبيبنا وقطب زماننا الحبيب : عبد القادر بن أحمد السقاف رحمه الله : لو دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الباب لخرجت

أنا من الآخر حياء منه كيف ساقابله !! هؤلاء الصالحين يقول كذا فنحن أحق بهذا القول منهم !! ...

فلنعرف ما هي ميزة المرأة ؟

هل ميزتها لأن ابنها حفظ الأغنية الفلانية ! أم ميزتها لأن ابنتها استطاعت أن ترقص مثل الراقصة الفلانية !

لا والله بل ميزتها : أن يوجد في بيتها أحد من ابناءها يعرف البكاء من خشية ... يبكي شوقاً إلى رسول الله ... يعرف يقرأ القرآن ويتغنى به

ويجيد تلاوته ... هذه هي الميزة ...

وأنظري إلى هذه الأم المثالية المربية كيف علقت قلب ابنها برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء إليها يوماً فرحاً : اماه اليوم بلغت مبلغ

الرجال فلقد احتلمت ! قالت له : لا يابني لم تبلغ مبلغ الرجال بعد حتى ترى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ! قال لها : أماه وهل يرى

رسول الله وقد مات ! قالت له : نعم يا بني هو الذي قال ((من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي)) قال : يا أمي كيف يرى

رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : عليك بأربع حصال :

أولها : أن تحسن إلى أمته وتجتهد في دعوتهم إلى الله تعالى .

ثانيها : أن تكثر من الصلاة عليه ...

ثالثها : أن تلزم اتباعه ..

رابعها : أن تحسن إلى آل بيته ..

فذهب الفتى واجتهد في ماذكر ثم جاء إلى أمه فرحاً وقال لها : أبشري يا أماه لقد بلغت مبلغ الرجال فقد رأيت رسول الله !

قالت : يا بني أفي المنام أم في اليقظة ؟

قال : وهل يرى في اليقظة ؟

قالت نعم هو الذي قال : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ...

فذهب واجتهد أكثر مما كان ثم جاء أمه ووجهه يتهلل سرورا : أماه لقد رأيت رسول الله في اليقظة ..

قالت : الآن يا بني بلغت مبلغ الرجال ...

ولنختم بهذا الحديث قال عليه الصلاة والسلام ((أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب آل بيته وقراءة القرآن))