بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقة الصوفية البدوية
وهي الطريقة التي أسسها الشيخ أحمد البدوي خلال القرن السابع للهجرة ، وقد أخذت البدوية معظم أسسها عن القطب الصوفي عبد السلام بن مشيش الذي كان ينتمي إلى الطريقة الشاذلية وكذلك عن الإمام أحمد الرفاعي .
وللبدوية شارة خاصة تميزهم عن أتباع بقية الطرق الصوفية وهي العمامة الحمراء والعلم الأحمر . وغالباً ما يظهر الأتباع بهذه الإشارات في شهر آب من كل عام حيث يحتفل بميلاد السيد البدوي في مصر .
منهاج الطريقة وفلسفتها :
استفاد الشيخ البدوي في تأسيس طريقته من الطرق الصوفية السابقة ، وأسس علها ، كما استفاد من مشايخ الصوفية السابقين ، وخاصة ما يتعلق بأسلوب التعليم والتربية ، فما أخذه عن الشيخ الرفاعي مثلاً ، التدريس على السطح حتى أصبح لبعض أتباع البدوي اسم ( السطوحية ) .
وترى البدوية أن شروط الولاية التي يرتكز فكرها عليها ، هي أن يكون الوليً عارفاً بالله سبحانه ، ومراعياً لأوامره ، ومتمسكاً بسنة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، ودائم الطهارة وراضياً عن الله سبحانه ، وأن ييأس مما في أيدي الناس ، وأن يتحمل أذى الناس وأن يكون مبادراً لأوامر الله ، وأن يكون شفوقاً على خلق الله ، ومتواضعاً للناس ، وإضافة إلى كل ذلك ، أن يكون عالماً بأن الشيطان عدو ، كما أخبر الله سبحانه في كتابه العزيز في سورة يس أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( يس : 60 ) .
وتركز البدوية إضافة إلى الولاية على الناحية الأخلاقية ، حيث تحض المريدين على عدم الكذب وتجنب الفواحش وغض البصر عن المحارم وعفة النفس وملازمة الذكر ودوام الفكر . . .
الوجه الآخر للبدوية :
إذن فبالإضافة إلى الوجه المشرق الذي تميزت به البدوية وأتباعها في العبادة والنسك والانقطاع لله سبحانه ، فقد كان لها وجهاً مشرقاً آخر هو الجهاد في سبيل الله ، وتدريب المسلمين على السلاح ، تجهيزاً لهم لمعارك فاصلة مع أعداء الدين الإسلامي ، حيث أخذ السيد البدوي بتدريب الرجال وتعليمهم فنون القتال ، ثم إرسالهم إلى ساحات الجهاد ، ليرفعوا راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، حتى انتصرت مصر على جيوش الصليبيين ، على أن المعروف أن المماليك كانوا هم الذين يحاربون الصليبيين من قبل .