الحيالي خمروي مشرف
عدد الرسائل : 3119 العمر : 55 الموقع : منتدى دولة الفقراء العمل/الترفيه : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك المزاج : هادئ تاريخ التسجيل : 17/11/2010
| موضوع: قصة رجل من التيبت يقص لنا اسرار العين الثالثة 2011-06-05, 12:17 pm | |
| قصة رجل من التيبت يقص لنا اسرار العين الثالثة ما هي العين الثالثة التي يمتاز بها رهبان المعابد في التبت ، وكيف يمنحها (اللاما الأكبر) ليشاهد بها الراهب الناس على حقيقتهم ويرى الهالات حول أجسادهم فيقرأ أفكارهم الخاصة؟
حين نشر (لوبسانج رامبا) أحد أكبر الشخصيات الدينية في التبت ، سيرته الذاتية هذه ـ وقد كتبها بالإنجليزية قبل سنوات عدة ، والطبعة التي أرجع إليها هي السادسة والعشرون وقد وزع الكتاب عدة ملايين من النسخ ـ تعرض لحملة هجوم قاسية من الصحافة الأوربية ، خاصة حول بعض ما قاله في كتابه عن الظواهر غير الطبيعية ، المنتشرة في التبت ، مثل الارتفاع عن الأرض والسباحة في الهواء ، وحاسة الاستبصار Clairvoyance والتخاطر عن بعد Telepathy ، والسفر النجمي Astral Travelling ، وما إلى ذلك من ظواهر غريبة . لكن ما قدمه المؤلف من معلومات وافية عن حياة أهل التبت وعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم الدينية وأمور حياتهم العادية ، تعد أعجب وأغرب من هذه الظواهر الخارقة .
شاهد من ذلك العالم
عالم يوجد على أرضنا ، معزول وسط قمم من الجبال العالية ، يتصف بالغموض والسحر والتصوف والاستغراق في التأمل ، لا نعرف عنه إلا القليل ، ومعظم من كتبوا عنه لم يعرفوه جيدا ، كتابات سطحية متعجلة ، وربما كان ذلك أحد أهم الدوافع لكتابة هذا الكتاب . فهنا شاهد من داخل هذا العالم ، عاش منذ صغره في معبد من أكثر المعابد صرامة في التبت ، والمعبد مدينة متكاملة ، فيه العمال والزراع والحرفيون والطباخون وغيرهم ، عمل في كل الأعمال بالإضافة إلى دراسته حتى وصل إلى أعلى المراتب الدينية .
دخله كصبي في السابعة ليدرس الطب واللاهوت على أيدي أساتذة كبار تعلم منهم فنون الطب المختلفة ، ومعالجة الأمراض بالأعشاب البرية ، بالإضافة إلى التعاليم الدينية ، وعدد من الفنون الغامضة التي يجدها إنسان العصر الحديث غير ممكنة الحدوث إن لم تكن مستحيلة .
كان الصبي من عائلة ثرية ، والموقف الرسمي للدولة والذي يعتنقه الأب أيضا ، أن ابن العائلة الغنية لابد أن تزيد شدة تدريبه ولا يسمح بتدليله ، تعبيرا عن وجهة النظر القائلة ، إن الولد الفقير ليس لديه حياة مريحة فيجب أن ينال العطف والرعاية ، بينما الولد الغني لديه كل الراحة والغنى ، لذا فلنكن قساة معه أثناء طفولته وشبابه حتى يجرب الحياة الصعبة ويبدي العطف على الآخرين .
وتكون حياة الصبي قاسية في طفولته ، وحين يبلغ السابعة من العمر ، يقام احتفال كبير ، يعلن العرافون في نهايته ماذا سيكون عليه الولد في المستقبل . إنها علامة من النجوم ، وفي التبت كل شيء تقرره النجوم ، وعلى الجميع الالتزام بالنبوءة . والتنجيم علم قديم في التبت ، ويدرس في المعابد باهتمام شديد ، وتجهز ، عادة ، خريطة للسماء في وقت الحمل بالمولود ، ثم في وقت ولادته ، ويجب معرفة ساعة الميلاد بدقة ، ويترجم ذلك الوقت بتوقيت النجوم الذي يختلف تماما عن التوقيت الأرضي .
بعد الحفل ، وتناول اللحوم ، وهي دوما لحوم حيوانات وقعت ودقت أعناقها فوق الصخور ، أو قتلت بالمصادفة ، فأهل التبت لا يذبحون أو يقتلون الحيوان ، وإن كان هناك جزارون فهم طبقة معزولة لا تتعامل معها العائلات التقليدية أو المتدينة .
والطعام الرئيسي في التبت هو (التسامبا) وهي كالعصيدة تصنع من الشعير المطحون والمطبوخ بالزبد ، بالإضافة إلى الشاي بالزبد أيضا . والبعض يعيش على هذا الطعام طوال حياته من أول وجبة إلى آخر وجبة .
ويعلن العرافون أن على الصبي الذي يبلغ السابعة من العمر أن يدخل المعبد ليصبح راهبا جراحا . ويصاب بحالة من القلق والذعر ، فهو يعرف القليل عن التدريب الروحي الصارم والمحنة الجسدية التي تنتظره .
ويشتري له مدربه الاحتياجات الضرورية فقط وكأنه راهب فقير : صندلا بنعل من جلد الثور ، وكوبا خشبيا للشاي ، ووعاء للعصيدة وسكينا ، ومسبحة ذات 108 حبات حسب التعاليم الدينية .
الرحلة إلى تشاكبوري
ويقابله والده لآخر مرة قبل المغادرة ، وينذره بأنه إذا لم يقبل في المعبد فعليه ألا يعود إلى البيت .
يغادر الصبي البيت في الصباح دون وداع من أحد ، ويسير على قدميه إلى معبد (تشاكبوري) الذي يبعد ثلاثة أميال ، وهو المعبد الوحيد في التبت الذي يدرس الطب بالإضافة إلى العلوم الدينية . وعلى باب المعبد يقابل اثنين في مثل سنه يريدان أن يلتحقا بالمعبد ، ويدقوا الباب الخشبي الكبير ، ويقول المؤلف (فتح الباب بقوة وظهر في فتحته رجل طويل نحيل قال بما يشبه الزئير : ماذا تريدون أيها التعساء الأشقياء?) قلنا في نفس واحد (نريد أن نصبح رهبانا) . قال لأحدنا وهو ابن راعي غنم (ادخل.. إذا اجتزت اختباراتك فستمكث) وقال للثاني (أنت يا ولد .. ماذا قلت? ابن جزار! جزار لحوم فارق قوانين البوذية وتأتي إلى هنا . اغرب عن وجهي فورا وإلا جلدتك على قارعة الطريق) أدار الرجل نظرته النارية نحوي ، كدت أتجمد من الخوف ، لوح بعصاه بشدة ، وقال: (وأنت .. أمير صغير يريد أن يصبح رجل دين . يجب أن نختبرك أولا ، فهذا المكان ليس للحياة الناعمة . ارجع أربعين خطوة ، واجلس على الأرض متربعا في وضع الابتهال دون أن يرمش لك جفن من الصباح حتى غروب الشمس لمدة ثلاثة أيام .. وإذا صمدت نخبرك بعد ذلك بما ستفعله واستدار فجأة واختفى) .
ويثبت الصبي قوة احتماله ، ويدخل معبد (تشاكبوري) الذي يعني الجبل الحديدي . وهو بالفعل حديدي في نظامه ، ففي معظم المعابد يمكن للرهبان أن يعملوا أو يكسلوا إلا في هذا المعبد ، لذا ربما واحد من كل ألف هو الذي يتقدم إليه ، وهم الذين يصبحون (لامات) ، وكلمة (لاما) تعني الشخص الأعلى أو الأرقى . فالصرامة تعد المرء ليكون اختصاصيا وقائدا دينيا ، وحسب قول رئيس الرهبان في المعبد : (التدريب والنظام والقراءة والكتابة هي بوابات الصفات المميزة) .
ويتعرض الصبي لمعاملة قاسية على أيدي بعض الرهبان في المعبد ، وهنا ينبري المؤلف ليوضح الأمر ، فيقول : (قد يظن المرء ـ من هذه الحادثة ـ أن الرهبان شخصيات مرعبة وليس كما كان يتوقع ، لكن ماذا تعني كلمة راهب monk . نحن نطلقها على كل شخص ذكر يعيش في خدمة المعبد وليس بالضرورة أن يكون رجل دين . ويمكن لأي شخص في التيبت أن يكون راهبا تقريبا . هناك في المعابد رهبان للخدمات المنزلية ، وهناك بناؤون وعمال وكناسون ، كان سيطلق عليهم في أماكن أخرى من العالم ، خدم أو ما شابه ، معظمهم عاش حياة قاسية ، لذا فهم قساة علينا نحن الأولاد .
هناك رهبان شرطة عملهم الوحيد حفظ النظام وليسوا معنيين بالمراسم الدينية ، ويقتصر حضورهم على التأكد من أن كل شيء يسير حسب النظام .
بالنسبة لنا كلمة راهب مرادفة لكلمة رجل .
أما أعضاء السلك الديني فلهم أسماء أخرى وملابس مختلفة . تبدأ من التشيلا chela أو التلميذ المريد ، ثم الترابا Trappa ثم اللاما وهو السيد الحاكم ، ومنهم يختار الأبوت Abbot أو رئيس دير الرهبان أما (المتناسخون الأحياء) وهم من تناسخت فيهم أرواح رجال الدين العظام السابقين ، ومنهم مؤلف الكتاب ، فيمكنهم أن يصبحوا رؤساء أديرة وهم في سن الرابعة عشرة .
أما عن نظام الحكم في التبت ، فعلى رأس الحكومة والسلطة الدينية يأتي الدالاي لاما . بعده مجلسان : المجلس الديني ويتكون من رهبان أربعة يأتون في المقام الثاني بعد الدالاي لاما ، وهم مسئولون بالدرجة الأولى عن المعابد والأديرة وكل المسائل الدينية . ثم مجلس الوزراء ويأتي بعد المجلس الأول ويتكون من أربعة أعضاء ثلاثة منهم علمانيون وراهب واحد ، وهم مسئولون عن الدولة ككل .
وهناك موظفان يمكن أن نطلق عليهما رئيسي الوزارة ، يقومان بتنسيق العلاقات بين المجلسين ، ويرفعان وجهة نظرهما إلى الدالاي لاما . ومركزهما مهم جدا خاصة أثناء الاجتماعات النادرة للجمعية الوطنية التي تتكون من ممثلين لمعظم العائلات المهمة والمعابد في البلاد .
والتعاليم الدينية في التبت تتلخص ، كما في كل الديانات تقريبا في :
امتنع عن الخطيئة ، لا تؤذ أحدا ، أطع والديك واحترمهما وكذلك الشخص الفاضل والأكبر سنا ، اخدم بلدك بإخلاص ، أنجز المراسم الدينية ، اهتم بذوي القربى والأصدقاء ، اصنع المعروف ، كن عادلا وتخلص من الغيرة والحسد ، وتحمل الألم والحزن بالصبر والحلم . فإذا اتبع المرء ذلك فلن يكون هناك نشاز في الحياة ولا خصام .
اللامية.. وليس البوذية
أما عن الدين في التبت ، فهو أحد أشكال الديانة البوذية وإن اختلف عنها في كثير من التفاصيل ، وكما يقول المؤلف (لا توجد كلمة محددة يمكن أن نطلقها على ديننا ، فنحن نسميه الدين ونسمي أتباعه المطلعين المنتمين ، وأصحاب المعتقدات الأخرى اللا منتمين . وأقرب كلمة يعرف به الغربيون ديانتنا هي (اللامية) . وهو دين يختلف عن البوذية بأنه دين أمل وإيمان بالمستقبل ، فالبوذية في رأينا تبدو سلبية تدعو إلى اليأس ، ومعظم من كتبوا عنا بنوا آراءهم على الشائعات أو كتابات الآخرين ، أو درسوا معتقداتنا لفترة قصيرة دون أن يتعمقوها . منقول | |
|