سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

هذه السورة على قصرها ووجازتها قد حوت أسرار للقرآن واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال ولهذا تسمى أم القرآن وهي تتناول اصول الدين وفروعه تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والجزاء والغيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا وتأمر بأفراده بالعبادة والإستعانة والدعاء والتوجه إليه تعالى بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين وفيها الحديث عن منازل السعداء ومراتب الأشقياء وفيها التعبد بأمر الله تعالى ونهيه إلى غير ماهنالك من مقاصد وأهداف 0 وقد تكلم في فضل هذه السورة كثير من العلماء والمفسرين ولأهمية ماكتبوه ننقل بعضا منه ثم نتبع ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها مع شرح معانيها والله المستعان قال الإمام ( القرطبي رحمه الله ) في تفسيره وفي الفاتحة من الصفات ماليس لغيرها حتى قيل : أن جميع القرآن فيها وهي خمس وعشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن 0 ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده ولاتصح الصلاة إلا بها ولايلحق عمل بثوا بها وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم كما صارت ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن إذ القرآن توحيد وإحكام ووعظ ( قل هو الله أحمد ) فيها التوحيد كله وبهذا المعنى وقع البيان في قوله عليه الصلاة والسلام لأني ( أي آية في القرآن أعظم ؟ قال ( الله لا إله إلاهو الحي القيوم ) وانما كانت أعظم آية لأنها توحيد كلها كما صار قوله ( أفضل ماقلته أنا والنبيون من قبلي لا إلاه إلا الله وحده لاشريك له ) أفضل الذكر لأنها كلمات حوت جميع العلوم في التوحيد والفاتحة وتضمنت التوحيد والعبادة والعوظ والتذكير وقال إبن عثيمين رحمه الله سميت الفاتحة لأنه افتتح بها القرآن وقد قيل أن أول سورة نزلت كاملة وقال العلماء أنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد والاحكام والجزاء .