سليمان الخربيط خمروي متحمس
عدد الرسائل : 238 الموقع : عراقي مقيم بدولة الأمارات العربية المتحدة العمل/الترفيه : مدير قسم المؤسسات العامة بالشارقة المزاج : حب أولياء الله والسير على خطاهم تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: فضائل الأولياء وثمراتهم 2011-02-02, 3:10 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
فضائل الأولياء وثمراتهم
قبل أن نخوض في شأن الولي الصالح علينا أن نتكلم عن مشرب الأولياء و العلماء وهو سيد القلوب سيدنا الرسول الأعظم " محمد بن عبد الله الهاشمي " "صلى الله عليه وسلم"... وحتى لا نتقول في مقامه العظيم سوف نركز على كتاب الله في بيان ذلك ... يقول الله تعالى في كتابه العزيز (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ ِعندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) [النجم :14-15] ... و السدرة هي الذوق الوجداني الرفيع ، و الكشف القلبي المنبع ، اللا متناهي في اشراقاته في قي جوهر كيان المصطفى "صلى الله عليه وسلم" ... فحال العروج القلبي في معارج القدس لسيد الوجود "صلى الله عليه وسلم" ، والتفاتته بكليته إلى الله العظيم الودود الرحيم أدخله في تلك المشاعر و المكاشفات اللا متناهية مع الحبيب الأعظم فشغله ذلك و سيطر عليه حتى استغرق واستفاض من تلك الفيوضات الربانية التي تفوق الوصف ، في هذا الحال العظيم ... وهو مقام لم يدركه إلا هو "ص" و ما كان ليخص الله به أحد غيره ، إلا بشيء منه كما مع الصديق الأكبر رضي الله عنه وأرضاه من بعده كما ورد بالأثر القلبي : ( إن الله يتجلى على الناس عامة وعلى أبو بكر خاصة ) ورد في كتاب "الإحياء" للغزالي ، وهو ما يثقل إيمان أبو بكر على إيمان الأمة ؟؟ !!! ... روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه قال : ( لو وزن إيمان أبي بكر في كفه ، وإيمان الأمة في كفه لرجح إيمان أبو بكر ) ، رواه الشوكاني في "الفوائد المجموعة " وقال : إسناده صحيح لأنه مرفوع عن عمر وعمر أمة ؟؟؟!!!... واختلف في لفظه مع بقاء المضمون ... وفي رواية أخرى : ( لو وزن إيمان أبي بكر ، بإيمان أهل الأرض لرجح بهم ) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" .... وفي هذا الحال من الجلال الإلهي و الجمال يسكن قلب المصطفى "صلى الله عليه وسلم" ، ويصفى ، فتقر عينه بهذا التواصل الفريد ، ومنه نفهم قوله "صلى الله عليه وسلم" : ( وجعلت قرة عيني بالصلاة ) ، رواه ابن الملقن في "البدر المنير" وقال :إسناده صحيح ، رواه ابن القيم في "زاد المعاد " و في "إغاثة اللهفان" وحكمه فيه أنه صحيح ... ومنه نفهم حديث أصحاب القلوب عن السيد المحبوب "صلى الله عليه وسلم" : (لي ساعة لا يسعني فيها إلا ربي ) الذي يسنده حديث صحيح البخاري عنه "صلى الله عليه وسلم" : ( ألا وإنما أحلت ليساعةمن نهار ، ألا وإنها ساعتي ) وفي رواية أخرى للبخاري أيضاً في "صحيحة" : ( وإنما أذن ليساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، وليبلغ الشاهد الغائب) ... و ورد في الأثر في نقل الصدور لا السطور : ( لي مع الله وقت لا يسعني فيه غير ربي)... وورد أيضاً عن الصدور : ( لي مع الله وقت لا يسعني فيه ، ملك مقرب و لا نبي مرسل ) ... ويؤكد ذلك الحديث القدسي : ( لم تسعني سمائي ولا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع ) ، رواه محمد بن محمد الغزي في "إتقان ما يحسن" ، وقال شاهده حسن ... ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) [النجم : 16] ... إي يعم ويغطي ويرقي هذا الحال حال أعلى وأرقى يغيب أو يغفر ما قبله وهذا ما يفسر حديثه "صلى الله عليه وسلم" حيث يقول : ( إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله ، في اليوم ، مائة مرة ) رواه مسلم في "صحيحة" ... واستغفار سيد المرسلين هو ارتقاء بأنوار جلال وجمال الله ...
لأن الاستغفار يعني التغطية و الستر وهنا يعني حال علي يغطي ما قبله لقوة سطوعه وجذبته في القلب المحمدي ؟؟؟ !!! ... وفسر ذلك تاج العارفين الإمام "أبو القاسم الجنيد" قدس سره : ( كان رسول الله "ص" ، كلما ارتقى بالله إلى حال وجد في الذي قبله غين فاستغفر الله منه ) ... وقال غوث الأولياء " عبد القادر الجيلاني" قدس سره : ( كان غين قلب رسول الله "ص" ، غين أنوار ، لا غين أغيار ) ... ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) [النجم : 17] ...
وهي أشارة إلى تمكين سيد المرسلين "صلى الله عليه وسلم" ... وزيغان البصر هنا ، هو غياب المؤمن عن نفسه أو ذاته من شدة الخوف و الخشية من الإجلال الإلهي ... والطغيان هنا هو غلبة حال الوجد و الذهول في جلال جمال الله وهي حالة زوال الذات في روح منبع الأنوار والأسماء و كمال الأخلاق والصفات ، إلا أن نفس رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ، مكنت بما صبغت وطبعت به من كمال وجمال الله ، فانعكس ذلك في قولب المؤمنين أخلاقاً وصفات ومحامد ... ومنه نفهم قوله "صلى الله عليه وسلم" : ( المؤمن مرآة المؤمن ) ... رواه أبو داود في "سننه" ، والعراقي في "تخريج الإحياء" وقال :إسناده حسن ، والسيوطي في "الجامع الصغير" وقال : حسن ...
وفي الأثر القدسي : ( إن لي عباد اختصصتهم بقضاء حوائج الناس ، حببتهم بالخير وحببت الخير بهم أولئك الآمنون من عذابي يوم القيامة ) ... ورد في أدب الدنيا و الدين لابن أبي الدنيا في باب قضاء حوائج الناس ... وقوله "ص" : ( إذا أراد الله بعبده خيرا صير حوائجالناس إليه ) ، رواه العراقي في "تخريج الإحياء" ... فهم لا أحد يعلم بما خصهم الله من العناية و السر و لا يظهرون إلا على من اصطفاه الله ، فقد ورد بالأثر القدسي : ( أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري ) ... وهم تحت قباب الله أي تحت عنايته و حفظه ... فما مقصودهم جنات عدن ، ولا مقصودهم حور القصار ، ولكن مقصودهم نظر الجليل حيناً ولقائهم فيه هو الظفر الكبير ... فالدنيا عند أهل الله ملعونة مشكوكة ومشكوك ما فيها ؟؟؟ !!! ... يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : ( ألا الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم ) رواه الترمذي ، "سننه" ... وفي سنن أبي داود ، قوله "صلى الله عليه وسلم" : ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله عز وجل منها ) ... وما فيها ليس أثر يدل على المؤثر كما عند العلماء ولكن مظهر يدل على المظهر ، ومعبر يعرج فيه إلى معارج القدس عند المليك الأعظم ... فالدنيا موجودة بالله ظاهرة فيه سبحانه وهو غائب عن العيان لفرط ظهوره ... و لا تلتفت له الأعيان لدوام هذا الظهور فلو غاب سنة من زمن أي أقل من أجزاء الأجزاء من أجزاء الثانية لفني وزال كل شيء زوال مطلقاً بما في ذلك أجزاء الأجزاء من المكونات الذرة في الوجود ... وصدق الصادق الأمين "صلى الله عليه وسلم" حين قال : ( أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد : ألاكل شيء ماخلااللهباطل ) ، رواه مسلم في "صحيحة" ، و رواه البخاري في "صحيحة" ، بلفظ ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل .... ) ... قال أحد العارفين بالله في أخر حياته بعد أن تفرد بالحق : ( الحمد لله الذي اجتبانا من أوحال التوحيد ، إلى أنوار التفريد ) أي من الأثر إلى المؤثر ... أي غرق في عين بحر الوحدة ، فلم يعد يرى أو يسمع أو يعي إلا الله سبحانه وتعالى ... ومنه نفهم قول المتفرد الأعظم "صلى الله عليه وسلم" : ( لا يعرف الله إلا الله )... ونفهم قول الصديق الأكبر "أبو بكر" رضي الله عنه وأرضاه : ( عرفت ربي بربي ، ولولا ربي ما عرفت ربي ) ... وقول وريثه الأبهر " أبو يريد الأكبر" قدس الله سره العزيز : ( عرفت الله بالله وعرفت ما دونه بنوره ) ... وقول سلطان العارفين أيضاً : ( كنت أخاطب الناس أربعين عاماً و الناس يظنون أي أخاطبهم ؟؟؟ !!!) ... وعندما قصده أحد مريدي ذو النون المصري في منزله وطرق الباب فقال سلطان العارفين من تريد ، قال : أبا يزيد ، فأجابه ليس في البيت سوى الله ؟؟؟ !!! ... فهم ملوك الفناء بالذكر و المذكور ، لأن الذكر من التذكر وعند أولياء الله دوام الحضور مع الله ... الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه العزيز : ( ِإنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ) [الأعراف : 206] وقوله عز من قائل : (ُيسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) [الأنبياء : 20] ... وهم عند ربهم لأن أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ...
ورد في الأثر القدسي عن نبي الله "داود" "عليه السلام" أن الله تعالى أوحى له : ( يا داود إن لي عبادا أحبهم ويحبونني وأشتاق إليهم ويشتاقون إلي , فقال : داود يا رب دلني عليهم لأقلدهم , فقال يراعون الظلال بالنهار ويحنون إلى الليل كما تحن الطيور لأوكارها , حتى إذا جنهم الليل وخلا كل حبيب بحبيبه خلوا بي فنصبوا إلي أقدامهم وفرشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقا إلي بإنعامي فهم بين ساجد وباك وبين صارخ وباك , بعيني ما يشتاقون في حبي وبسمعي ما يعانون من أجلي , فأول ما أعطيهم أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم أهل السماء والثاني , لو وضعت السماوات السبع في ميزانهم يوم القيامة لاستقللتها عليهم والثالث أقبل عليهم بوجهي . يا داود من أقبلت عليه بوجهي , لا يعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه ) ، و روى ابن الملقن في "تحفة المحتاج" ما يؤيد هذا الأثر القدسي بلفظ : ( إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله عز وجل ) وقال: صحيح أو حسن ... ورواه السيوطي أيضاً في "الجامع الصحيح" ، وقال : صحيح ...
والله تعالى يورد أسمى خصالهم و صفاتهم وأعماله في قوله : ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ۞ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران : 18] ... فهم بتطبيقهم المطلق لما اتصفوا به نالوا الشهادة من الله وملائكته وأولي العلم أن الله قائم في قلوبهم بعد فنائهم فيه ، بالعدل و العزة و الحكمة ... فالأولياء درر الله في الأرض ، وحتى عثراتهم فضائل ... والحمد لله رب العالمين ...
| |
|
ميمونة خمروي فعال
عدد الرسائل : 338 الموقع : العراق - بغداد العمل/الترفيه : تصاميم + طباعة المزاج : عادي تاريخ التسجيل : 28/07/2010
| موضوع: رد: فضائل الأولياء وثمراتهم 2011-02-04, 3:24 pm | |
| بارك الله فيك أخي سليمان الخربيط .. فعلا انه لموضوع قيم
| |
|
العزاوي خمروي فعال
عدد الرسائل : 347 العمر : 51 الموقع : العراق - كركوك العمل/الترفيه : مهندس نفط المزاج : عادي تاريخ التسجيل : 17/07/2010
| موضوع: رد: فضائل الأولياء وثمراتهم 2011-02-06, 4:52 pm | |
| اللهم أجعلنا من الذين يحبون أوليائك ويقتدون بآثارهم يارب العالمين وفقك الله أخي سليمان لكل خير وبارك فيك على هذا الموضوع
| |
|
عاشق أبو خمرة خمروي فعال
عدد الرسائل : 366 العمر : 47 الموقع : العراق - الأنبار العمل/الترفيه : أعمال حرة - مطالعة - أنترنت المزاج : عادي تاريخ التسجيل : 30/09/2010
| موضوع: رد: فضائل الأولياء وثمراتهم 2011-02-09, 6:32 pm | |
| بسم الله والصلاة على رسول الله
الحمد لله الذي أنعم علينا بأقتفاء أثر المشايخ أولياء الله الصالحين والتعلم منهم والشرب من مناهل علمهم الكبير نسأل الله أن يغفر لنا ما أسرفناه سابقا وأن يرحمنا ويجعلنا على درب الأولياء وأن يثبت قلوبنا على محبتهم
جزاك الله يا أخي سليمان الخربيط على هذا الموضوع الباهر .. موفق بأذنه تعالى أخي الحبيب
| |
|
ليوث الرفاعية خمروي متحمس
عدد الرسائل : 219 العمر : 46 الموقع : عراقي الأصل من قبيلة الجبور وأقيم بالمملكة العربية السعودية - جده العمل/الترفيه : عضو المكتب الأستشاري القانوني في جده المزاج : هايم بحب الساده الرفاعية تاريخ التسجيل : 19/02/2011
| موضوع: رد: فضائل الأولياء وثمراتهم 2011-02-19, 4:11 am | |
| بارك الله فيك على الجهد الكبير جزاك الله خيرا
| |
|