سيد قحطان العيثاوي خمروي متألق
عدد الرسائل : 1439 الموقع : مؤسس منتدى قبيلة الساده البوعيثا الحُسينية في العراق العمل/الترفيه : حب الله ورسوله المزاج : إشتقتُ إليك ياسيدي يارسول الله فداك نفسي وأهلي تاريخ التسجيل : 24/10/2010
| موضوع: كرامات سيدنا الشيخ سيد مشيوح العيثاوي الرفاعي قدس الله سره 2012-06-24, 5:05 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لو صاح صايح فزعوا أهل الشارة ... أخوريا مشيوح معدن الأسرارة
كرامات سيدنا الشيخ سيد عبدالله العساف العيثاوي الرفاعي ( مشيوح ) ناطور العراق أخو ريا رحمه الله وقدس سرة الشريف ونفعنا بعلومه وبركاته وطريقته وأسراره .. آمين
1. الكرامة الأولى : هلة بالمجبلين إسباع هم إسباع وراجبين إسباع
كان الشيخ مشيوح قدس الله سره يعمل على جمع الحطب وتكسيره ومن ثم حمله على كتفه , وبقي على هذا الحال لسنيين طوال فأدمى كتفيه , وذات يوم قام السيد الشيخ علي أبو خمرة رحمه الله وقدس سره الشريف يتفقد أحوال مريديه , فتحسس بما في أكتاف الشيخ مشيوح , فقال له : لما كل هذا يا ولدي .. أرجوك أمتنع عن جلب الحطب بل أذهب وخذ هذا الحمار وأجلب عليه الماء من نهر الشاي , فسمع الشيخ مشيوح الأمر ونفذه بالحال , وأثناء ذلك وبينما كان يملئ الشيخ مشيوح قربة الماء خرج عليه أسد من الغابة ( الزور ) وهجم على الحمار وفتك به , فغضب الشيخ مشيوح كثيراً وقال للأسد : إني أخذت الحمار لأريح أكتافي من الحمل وأنت تقتله , فوالله لسوف أضع القرب على ظهرك وأعتبرك بدلاً عن الحمار , فطأطأ الأسد رأسه , فأخذ الشيخ مشيوح يُحمل الأسد قرب الماء وأخذا يسيران معاً , قال الشيخ مشيوح للأسد : حين تصعد جرف نهر الشاي يجب أن تصيح بصوت عال , وعند دخول القرية تصيح بصوت أعلى , وعندما تدخل محل مُريدي شيخي أبو خمرة تصيح بصوت عالي جداً , وفعلاً عندما زئر الأسد سمعهُ جميع الناس , فقال السيد الشيخ علي أبو خمرة قدس الله سره الشريف : لقد فعلها عبدالله ( مشيوح ) وحَمل قربة الماء على الأسد , فدعى مريديه لإستقباله وهو على رأسهم وأخذ ينشدُ هذه الأبيات : يا مرحباً بالمجبلين إسباع ... هم إسباع وراجبين إسباع وهذه تعتبر أول كرامة له أثناء خدمته في بيت أبو خمرة رحمهم الله وقدس سرهم الشريف . زيادة حدة البغضاء على الشيخ مشيوح : بعد ظهور كرامة الشيخ مشيوح وجلبه للأسد , أخذت نار البغضاء تتفشى بين المريدين , فقالوا للشيخ علي أبو خمرة : أنت الذي منحت مشيوح كل هذه الصلاحيات , فأجابهم الشيخ علي : لا أنه سيد ومقسوم له من الله تعالى , وأنه على حد الكمال قبل أن يأتي إلى هنا , فكرروا ذلك على الشيخ علي كثيرا الى أن طلبوا أن يعمل له إختبار ( أثبات حقيقة ) , فوافق الشيخ أبو خمرة على إجراء الإختبار , كان في حينها الشيخ مشيوح مُرسل من قبل أبو خمرة الى قرى ( البيات ) , وهي على مسافة بعيدة جداً من بيت أبو خمرة , فقال الشيخ علي : أن مشيوح الآن ليس هنا وبيننا وبينه مسافة يومين , فإني سوف أوصي فرسي ( الدلية ) بأن أذا أتاها مشيوح من الأمام تعظهُ وإذا أتاها من الخلف ترفسه وكان جميع المريدون شاهدون على هذه الوصية , وعند قدوم الشيخ مشيوح إلى محله أستقبله الشيخ علي أبو خمرة وقال له أهلاً يا ولدي , ولو إنك مُتعب إذهب الى فرسي الدلية وأوردها ( أي إسقيها ) , فقال على السمع والطاعة , فخرج المريدون ينتظرون ماذا سيحدث لمشيوح , أتجه الشيخ مشيوح نحو الفرس ومشى قليلاً ووقف , ثم بكى وإلتفت الى السيد الشيخ علي أبو خمرة مخاطباً إياهُ : يا والدي ماذا جنيت ؟ فأن كنت تريد قتلي فإقتلني بيدك , لماذا توصي الدلية بقتلي ؟ فإلتفت السيد الشيخ أبو خمرة على الحاضرين وقال : هل سمعتم ما قال ؟ الحمدلله الذي وهبك الحكمة وجعلك تسمع وتبصر بنور الله وأنت من الآن لا تخدم أحد فرفض الشيخ مشيوح وقال لا يا والدي لا بد لي من الخدمة , فأمره السيد الشيخ علي أبو خمرة بالذهاب إلى الطاحونة لطحن الدقيق هناك , فنفذ الأمر.
2. الكرامة الثانية : مغادرة بيت أبو خمرة
بعد توجيه السيد الشيخ علي أبو خمرة قدس الله سره الشريف لشيخ مشيوح بالعمل في الطاحونة , والتي هي عبارة عن رحى كبيرة يديرها بغل كبير ذهب إليها الشيخ مشيوح وبدأ الطحن بها , وفي الليل قام الشيخ مشيوح بإطلاق سراح البغل , وضرب المدار ) الرحى ) بيده وقال لها سيري بإذن الله , فبدأ القمح يدخل بها ويُطحن بقدرة الله تبارك وتعالى , ونام الشيخ مشيوح بجانبها وهي تعمل وتطحن إلى أن إنتهى القمح والرَحى مازالت تدور , فخرج أحد أفراد عائلة السيد الشيخ أبو خمرة وقيل إحدى زوجاته , فرأت ما في المَدار من كرامة , فرجعت مسرعةً وأيقظت الشيخ علي وأخبرته بما رأت , فخرج الشيخ علي ومعه أغلب مريديه وأخذوا ينظرون إلى الرحى كيف تدور بدون البغل , كما ورأوا الشيخ مشيوح نائماً بجانبها فقام بعض المريدين بمحاولة إيقاف الرحى فلم يفلحوا , فقال السيد الشيخ علي أبو خمرة : لا تقف الطاحونة إلا بأمر من حركها , فإستيقظ الشيخ مشيوح من نومه فرأى ما حوله من شيخه والمريدين والرحى تدور بينهم ولا يوجد فيها قمح فرفع يده وقال لها قفي فوقفت , فهلل الحاضرون وكبروا , فقال الشيخ علي قدس الله سره : يا ولدي قد أصبحت كاملاً وصرت من أهل الأمر وفزت بما كنت تبتغي وحافظت وحرصت على ما أعُطيت من المواهب من الرب القدير , فها أنت أصبحت خليفة وولداً لنا , وإن لمثلك خدمته حرام بل يجب أن يُخدم , فأطلب منك الرجوع إلى أهلك هناك في بغداد وقم بدعوة الناس إلى الله وطاعته ولزوم أمره فقبله بين حاجبيه وأخذه في حضنه الشريف وودعه ودعا له بالموفقية , وأعتبر الشيخ مشيوح منذ ذلك الوقت أبناً باراً لبيت أبو خمرة وشيخاً صادقاً وولياً كاملاً. .
3. الكرامة الثالثة : الرجوع إلى بغداد وتحدي شيخ المرنديه
رجع الشيخ مشيوح إلى أهله في بغداد في منطقة الدورة , بعد أن قضى أربع وعشرين عاماً عند بيت أبو خمرة قدس الله أسرارهم جميعاً أخذ يتعبد الله كثيراً فنال ما نال من العلوم الربانية والأسرار الإلهية , فأشتهر أسمهُ بين مشايخ الصوفية وعلا ذكره كثيراً , فقدم أليه أحد المشايخ الذين ينتمون إلى مشايخ الموصل ( المرندية ( قُدست أسرارهم , وهو الشيخ أحمد العبيدي والذي كان من شيوخ أهل التصوف البارزين في الموصل ومن الرجال المشهورين بالزهد والورع وعلو الهمة على حد قولهم , وأثناء جلوسه ومريديه في تكية الشيخ مشيوح , صرخ العبيدي بلفظ الجلالة ( الله ) فأصبح ثعباناً كبيراً بلون أسود مُخيف وطوق كافة الجالسين ففر الحاضرون , لكن الشيخ مشيوح بقى جالساً في مكانه ولم يتأثر حيال ذلك , فبدأت هذه الحادثة تشتهر في البوعيثه كثيراً , وبعد يومين وقبل صلاة المغرب بقليل كانت مجاميع الطيور ( الزاغ ) تحوم حول منطقة البوعيثه , فنهض العبيدي مرة أخرى وصفق وصاح بلفظ الجلالة ( الله ) فأصبح طيراً حُراً وقام بإنزال مجاميع الطيور بساحة دار الشيخ مشيوح , فسكت الشيخ مشيوح حيال كل ما يجري من قبل العبيدي , وبدأت الناس تتكلم عن كرامات الشيخ العبيدي بين مؤيداً ومُستنكراً , وبعد مرور سبعة أيام أظهر العبيدي كرامة أخرى , وذلك عندما تحول إلى أسد وخرج من تكية الشيخ مشيوح زائراً بصوت مُخيف فهربت الحيوانات وروعت النساء والأطفال , وهذا ما أغضب الشيخ مشيوح كثيراً , فقال للشيخ العبيدي : أنت لحد الآن في طبقة المسلمين فلِمَ هذا التصرف والإعجاب ؟ فأعرف قدرك وكن مؤدباً وإلا سلبت أيمانك , فقال للشيخ مشيوح أنت لا تستطيع سلب أيماني لكوني شيخاً وأنت شيخاً مثلي , فصاح الشيخ مشيوح يا شيخ عبد القادر هل يُرضيك فعل العبيدي ؟ فأجاب السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره الشريف بأن يُسلب إيمان أحمد العبيدي , فقال العبيدي أن الشيخ عبد القادر شيخك وليس شيخي , فأطرق الشيخ مشيوح رأسه برهه من الزمن ثم رفع رأسه وقال لقد أنتهى كل شيء , فخرج العبيدي من تكية الشيخ مشيوح مَسلوب الإيمان , يُذكر أن العبيدي كانت معه مُريدته والتي هي بمثابة إبنتهُ , فذهبا بعدها الى منطقة عرب الجبور وحاول أن يعتدي عليها فصرخت وإستنجدت بالشيخ مشيوح , فخرجت من بين يديه كالحمامة ولم ينل منها شيئاً , فرجع العبيدي باكياً الى الشيخ مشيوح وأخذ يتوسل طالباً الصفح , فقال الشيخ مشيوح لهُ : إذهب إلى مرقد حضرة الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم , تملأ الحبوب بالماء خمس سنوات حتى يغفر الله تعالى ذنبك , ولتصبح جُندياً مُبتدئاً , فذهب العبيدي ثم رجع وقال : يا شيخ أنا لا أستطيع السير في هذا الطريق , بل سأعمل دنيوياً في خدمة الدولة والحاكم , فعُين مأموراً لجمع المال ) مُخمن ) , وبذلك قد إنصرف العبيدي عن الصوفية
4. الكرامة الرابعة : الشيخ مشيوح حارساً لطرق العراق
بعد أن أشتهر الشيخ مشيوح قدس الله سره بعلومه وكراماته التي مَنَ الله تعالى عليه بها , وبعد شهرته أيضاً في عالم الباطن ودرايته بعلم الأحوال , طلب السلطان عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وقدس سره الشريف منه أن يمسك طرق العراق لحراستها والمقصود هنا بحراسة الطرق أي مراقبتها من أي فتنه أو خرق من قبل أعداء الله تعالى وأعداء أهل التصوف , فلبى الشيخ مشيوح أمر السلطان الجيلاني وأصبح حارساً للعراق وبذلك لُقب بناطور العراق , يُذكر أن عينيه لم تغمض أبداً منذ توليه هذا المنصب , وبقي مُرابطاً في علم الباطن لتنفيذ أوامر السلطان الجيلاني والذي كان يُعتبر رئيس دولة الله العُظمى حسب مفهوم الصوفية
5. الكرامة الخامسة : قصة الشيخ مشيوح مع الشيخ حسن الطيار وغضب السلطان عبد القادر الجيلاني منه
كان الشيخ حسن الطيار من الرجال الزاهدين والمعروفين لدى أهل التصوف والشأن , كان يسكن مجاوراً لحضرة السلطان عبد القادر الجيلاني قدس الله سره في بغداد , وكان من الأولياء الأتقياء وله عدة كرامات مشهورة منها : أنه كان يقف أمام مُريديه كإمام للصلاة فيصيح لفظ الجلالة ( الله ) فيطير بجسده مع من خلفه من المريدين أمام أعين الناس , فأخذت كراماته تشتهر بين عموم الناس حينها , فقال أحد مريدي الشيخ مشيوح : ياشيخ مشيوح لا يوجد شيخاً في الطريقة مثل الشيخ حسن الطيار , فقال له : هل أنت تعلم بذلك ؟ فقال المريد نعم فلم يفاضله شيخ في علمه وطريقته لحد الآن , فأسرها الشيخ مشيوح في نفسه , وفي يوم الخميس ذهب الشيخ مشيوح الى تكيه الشيخ الطيار وعند وصوله سمع المريدون من داخل التكية يضربون الدفوف ويهللون ويسبحون الله كثيراً وكان فيها جمعا هائلاً من الناس , فطرق الشيخ مشيوح باب التكية بشيء من القوة , فخرج له الشيخ حسن ومعه نفر من مريدوه , فرحب بالشيخ مشيوح وقال له مرحبا بك يا أخوريا , تفضل وأنزل من على ظهر فرسك , فقال الشيخ مشيوح قد جئتك مُستعجلاً لأخطب أبنتك , فأطرق الشيخ حسن رأسه برهة من الزمن , فتصرف الشيخ مشيوح بقدرة الله عز وجل ولفظ أسم الجلالة ( الله ) وتحول على شكل أسد وذهب إلى إبنة الشيخ حسن وأرعبها فنزلت من غرفتها وهي تصرخ , فصاح المريدون وإضطربوا كثيراً , فأسر الشيخ حسن هذا في نفسه وأخذ إبنته إلى حضرة السلطان السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره , وقال : حسب ما وصلنا وعرفنا ياشيخ عبد القادر أنك تحب الشيخ مشيوح حُباً لا حدود له , ولكن هل يجوز الإعتداء على العرض وتكشيف الحسب ؟ فغضب الشيخ عبد القادر كثيراً وصاح أخذت تؤذي يامشيوح أين أنت فلاذ الشيخ مشيوح بحضرة الشيخ معروف الكرخي قدس الله سره العزيز , فأمره السلطان عبد القادر الجيلاني بالخروج فوراً من أرض العراق , فأخذ الشيخ مشيوح زوجته وبعضاً من مُريديه وتوجه إلى سوريا , وكان الجو بارداً حينها فطلب أهله أن يتوقفوا قليلاً حتى يتغير الجو , فرفض الشيخ مشيوح وقال لا يمكن البقاء ولا مخالفة أمر الشيخ عبد القادر , فجد في المسير ووصل إلى أرض الشام في منطقة ( العكيدات ) فرحبوا به كثيراً بعدما عرفوا نسبه وحسبه وطريقته , وبنوا له بيتاً وأعطوه شيئاً من ماشيتهم , وزرعوا له زرعاً في الأرض فبقى يعمل هناك مدة من الزمن
6. الكرامة السادسة : صدور العفو والرجوع إلى العراق
بعد إنقضاء فترة طويلة في أرض سوريا , سمع الشيخ مشيوح منادياً ينادي من السماء فيقول : جاك العون جاك العون يا مشيوح , فعرف أن السلطان عبد القادر الجيلاني قد عفى عنه وأمره بالرجوع إلى العراق , فصاح بأهله أن يجمعوا أمتعتهم وأن يتهيئوا للرجوع , فطلب مريدوه أن يتأخر قليلاً حتى يتمكنوا من جمع ما عندهم من أموال ومحاصيل , لكن الشيخ مشيوح رفض وأمرهم بالرجوع معه فوراً إلى العراق , وعند وصوله سلمه السلطان عبد القادر الجيلاني حماية العراق وأصبح يلقب بـ ( ناطور العراق ) كما وسأل السيد الشيخ عبد الرحيم الكُمر قدس الله سره والذي كان يعتبر حينها رئيساً للوزراء عند الغوث الأعظم الجيلاني حسب مفهوم الصوفية , ما رأيك بالشيخ مشيوح ؟ فقال : كنا نستبق فوق سور بغداد ونسير على الأقدام ولكن كان الشيخ مشيوح راكباً فرسه ويمسك زمامها الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره الشريف , فإعرفوا هذا الفضل بين الشيخ مشيوح وبقية الأولياء
7. الكرامة السابعة : حكاية الشيخ مشيوح مع والي بغداد علي باشا
يذكر أن والي بغداد آنذاك كان علي باشا , وهو من الحكام الظالمين , فأخذت الناس تشتكي من قسوة ظلمه , وذات يوم أقبلت جمال ( البو فهد ) تحمل بضاعة إلى بغداد وبعد تفريغ حمولتها جاءت جندرمة علي باشا وسيطرت على البضاعة وتم مصادرتها بإسم الوالي , فتوسل أصحابها بعدد من الوجهاء والشيوخ والشخصيات التي كانت تقطن في بغداد بأن يردوا لهم بضاعتهم ولكن لم يفلحوا , وكان عندهم خبراً عن الشيخ مشيوح وكراماته , فذهبوا أليه وطلبوا النجدة , فلبى نداءهم وذهب إلى علي باشا , والذي كان حينها يتفقد رعيته في جانب الرصافة من بغداد , ولما علم بقدوم الشيخ مشيوح وطلبه بالمقابلة غضب كثيراً وقال : ما لهذا الرجل قد ألح في مقابلتي وأنا مُنشغل كثيراً , فحدد اللقاء عند مقبرة بغداد والتي كانت تضم قبر الإمام إبراهيم المُرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليهم السلام , المجاورة لمقبرة الشيخ السهروردي رضي الله عنه في باب المعظم , فصاح علي باشا ماذا تريد من الباشا وما هي حاجتك يا هذا ؟ فقال الشيخ مشيوح لا أريد شيئاً وإنما جئت ناصحاً لك , لأنك قد ظلمت الشعب كثيراً وكثرت الشكاوي ضدك على لسان الناس جميعاً , فأجابه الوالي ومن تكون أنت وما قيمتك تجاهي وما وزنك ؟ فأجابه الشيخ مشيوح هل رأسك أقوى أم هذا السور ( سور بغداد ) ؟ فقال الوالي مُستهزءاً رأسي دم وعظم كبقية الناس أما السور فأنه قوي وقد بُني من أحسن ما يكون , فقال الشيخ مشيوح أنظر إلى هذا السور فأن دعوت الله تعالى عليه أنظر ما سيحل به , وفعلاً صاح الشيخ مشيوح بلفظ الجلالة ( الله ) فجعل السور ينقلع من مكانه وينهدم , وبعد هذا البرهان الرباني والتأييد العلني المكشوف إستجاب الوالي لأمر الشيخ مشيوح ونفذ ما طلبه منه بخصوص الشعب وأهل القافلة , ولكن سرعان ما عاد الوالي إلى سابق عهده وأخذ يظلم الناس , فرجع له الشيخ مشيوح مرة أخرى وقال له : إن بقيت على هذه الحالة فستغرق في نهر دجلة , وفعلا غرق الوالي بعدها بفترة في نهر دجلة في منطقة السور القريبة من المدائن , وقد أشارت بعض الروايات التاريخية لهذا الحدث لكنها لم تعطي الأسباب الحقيقة وراء غرق والي بغداد علي باشا
8. الكرامة الثامنة : حكاية الشيخ مشيوح مع حارس الموصل أبو سعفه
إشتهرت الموصل وبلغة الأفاق بكرامات أولياءها ومشايخها , بحيث لم يستطع أي ولي من دخول هذه المدينة ألا بأمر من أولياءها , لكن الشيخ مشيوح قد أصر على دخولها رغم معارضة أصحابها , فأصطحب معه جمعاً من مُريديه وفي مُقدمتهم : عبدالله السحل وسعيد وكدرو وسلطان أبو عياش وملا محمود العلي الرحال وجميعهم من ناحية العلم التابعة لمدينة تكريت حالياً وينسبون إلى عشيرة الجبور فخذ البو نجاد , وعند وصول الشيخ مشيوح وأتباعه إلى منطقة بيجي التقى بأول نقطة حراسة للموصل وكان يحرسها الحارس الملقب أبو سعفه , وسمي بهذا اللقب لأنه كانت لديه سعفه من النخيل يركبها فتتحول بأمر الله تعالى إلى جواد أصيل , فلما علم أبو سعفه بنية الشيخ مشيوح دخول مدينة الموصل قال له : سوف أقطع رقبتك أن دنوت منها , فأجابه الشيخ مشيوح : عليك العون وأما المساعدة فهي من الله تعالى , فقال له أبو سعفه : أنت تعلم بأنه لا يدخل الموصل أي شخص ألا بعلم وتفويض منا فضرب جريدة السعف التي بيده فتحولت إلى جواد أصيل وهجم على الشيخ مشيوح فكسر يده اليمنى , وكادت فرس الشيخ مشيوح أن تغص بالأرض فصاح الشيخ مشيوح لفظ الجلالة ( الله ) فخرجت الفرس من حفرتها , وطلب من أحد مريديه أن يشد عضده المكسور بمنديل كان الشيخ مشيوح يحمله معه , وبعدها هجم على أبو سعفه وقتله بالحال , ودخلوا مدينة الموصل فشاع خبرهم في كل درب , فأجتمع مشايخ الموصل وقرروا قتل الشيخ مشيوح , ودارت معركة كبيرة حامية الوطيس إنتهت بنصر الشيخ مشيوح ومقتل رئيس أوليائها وإنتكاس أعلامها , فرجع بعدها الشيخ مشيوح إلى بغداد بأمر من السلطان عبد القادر الجيلاني قدس الله سره العزيز
9. الكرامة التاسعة : الشيخ خماس والثأر لأبن أخيه أبو سعفه
بعد مرور خمسة عشر سنة على مقتل أبو سعفه حارس حدود الموصل ومقتل رئيس أوليائها على يد الشيخ مشيوح قدس الله سره , قدم الشيخ خماس وهو من مشايخ المرندية في الموصل قدست أسرارهم إلى بغداد بعد أن أصبح المسؤول الأول عن الموصل وحامي حدودها , جاء طالباً الثأر من شيخ مشيوح لأبن أخيه أبو سعفه , مُصطحباً معه أربع وعشرين مُريداً , ولما وصل إلى تكية الشيخ مشيوح رحب به الشيخ ونحر له ما يقارب مائه شاة إكراماً له , فجلس الشيخ خماس مع مريديه في التكيه وغرس العلم في الأرض , وطلب من الشيخ مشيوح الإمتحان ( الإمحان ) والمبارزة , فرفض الشيخ مشيوح وقال له : إننا إخوة ويُرجى ترك الخلافات السابقة التي حدثت بيننا في الماضي , فأصر الشيخ خماس وقال لابد من المبارزة , فقال الشيخ مشيوح خذ هذا المبلغ وخذ فرسي هذا وأعتبر نفسك أنك المنتصر وأنسى موضوع المبارزة هذا , فرفض الشيخ خماس هذا , وبعد ألحاح كبير من الشيخ خماس قال الشيخ مشيوح قبلنا المبارزة ولتكن الضربة الأولى لك , كانت بيد الشيخ خماس سكيناً صغيراً ففتحها وضرب بها الأرض لافظا أسم الجلالة ( الله ) وقال مت يامشيوح , فلم يتأثر الشيخ مشيوح بذلك , فقال له الشيخ مشيوح فلتكن لك ضربة ثانية , فكرر الشيخ خماس ما عمله في المرة الأولى ولم يتأثر الشيخ مشيوح بها , فقال له الشيخ مشيوح فلتكن لك ضربة ثالثة , فعاد وكرر الشيخ خماس ولم يتأثر الشيخ مشيوح بها , وبعدها قال الشيخ مشيوح إني مُتنازل عن حقي وعد الى ديارك , فرفض الشيخ خماس هذا الطلب وألح على الشيخ مشيوح أن يضربه بما عنده من سر , فقال الشيخ مشيوح إذاً خُذ حذرك ياشيخ خماس , وكانت بيد الشيخ مشيوح مسبحه فضربها على الأرض وصاح ( الله ) مُت ياشيخ خماس فمات في مكانه , فبكى عليه الشيخ مشيوح كثيراً , فأخذوه وغسلوه وتم دفنه بالقرب من دار الشيخ مشيوح في الدوره , ثم أكرم مُريديه وقال لهم : إن شيخكم قد مات شهيداً وكان كالسيف الذي في غمده ولكم الخيار أن تبقوا هنا أو أن تعودوا إلى دياركم , فإختاروا العودة إلى أهلهم
10. الكرامة العاشرة : حكاية الشيخ مشيوح مع قبيلة الجبور فخذ البونجاد
يذكر أنه قدمت قافلة عسكرية من تركيا بطلب من والي بغداد آنذاك لحماية وبث الإستقرار في بغداد بعد أن ضاق أهل بغداد ضرعاً بمساوئ حُكامها العثمانيين , عندما وصلت تلك القافلة العسكرية إلى ناحية العلم من تكريت أرادوا الإستقرار فيها , وكان يقطن هذه المنطقة قسماً من عشائر الجبور فخذ البونجاد , فرضوا هذا الأمر وطلبوا من القافلة أن يرحلوا بعيداً عن ديارهم , وبعد مفاوضات طويلة رفضت قافلة الجيش العثماني طلب الأهالي وقالوا لهم بأن لكم مهلة سبعة أيام لا غير لترك المنطقة وإخلائها , وأن لم تفعلوا فسندك بيوتكم بقنابل مدافعنا وأسلحتنا , فإجتمع رؤساء الجبور وقرروا الذهاب إلى حضرة الشيخ مشيوح في بغداد لإعلامه بهذا الأمر , لأنهم كانوا مريدون تابعون له , وكان على رأسهم كل من الملا محمود العلي الرحال وملا دخيل وعبدالله السحل وسعيد وكدروا وسلطان أبو عياش , فوصلوا لتكية الشيخ مشيوح وأخبروه بقصتهم , فقال لهم الشيخ مشيوح لا ترحلوا من دياركم ولكم العلامة , والعلامة هي فرس ملا محمود العلي الرحال , فأن صهلت في اليوم الثاني عند وقت السحر رافعة الرأس وتجول حول مربطها فلا ترحلوا من دياركم أبداً حتى لو ضربوكم العثمانيون بأنواع أسلحتهم , وأن لم تصهل الفرس فإخرجوا منها مُسرعين , فرجع القوم إلى ديارهم وهم منتظرين تلك العلامة , وفي الوقت المحدد من اليوم الثاني صهلت الفرس بإذن الله تعالى وأخذت تحاول قطع مَربطها , ففرح الناس وهللوا كثيراً وكبروا وأعلنوا العصيان وعدم مغادرة الديار , فقام الجيش العثماني بتنفيذ وعده ودك بيوت المنطقة بمدافعه وأسلحته , ولكن بفضل الله تعالى وببركة الشيخ مشيوح لم يصب أحداً بأذى , وقد ذكر أهل التصوف الأكابر بأن الشيخ مشيوح رأوه واقفاً في ديار الجبور وقد صاح لفظ الجلالة ( الله ) فأصبحت قنابل العدو تسقط على الأرض كأنها من العجين ولا تؤذي , يُذكر أيضاً أن هذه الحادثة لا زالت تتردد على ألسنة الناس إلى الآن ولا سيما عشائر الجبور البونجاد من ساكني تلك المناطق
11.الكرامة الحادية عشر : ( إمشيل الحطابة )
من المعلوم أن للشيخ مشيوح قدس الله سره كرامات كثيرة لا تعد ولا تحصى فنذكر منها على ما ذكرناه سابقاً على سبيل الذكر لا الحصر كرامات آخرى قد مَنَ الله تعالى عليه بها , ومنها رفع الأحطاب ومساعدة حاملتها في الشام والتي أخذت تستنجد به لعدم مقدرتها على رفع حزمة الحطب , وكان الشيخ مشيوح حينها جالساً في داره في بغداد – الدورة ( أم العصافير ( وكان الوقت عصراً , وقد طلب من زوجته أن تحضر له أبرة لإخراج شوكة من رجله , فقالت له زوجته متعجبة , من أين أتتك هذه الشوكة وأنت جالس هنا على فراشك , فأخبرها أن فلانه قد خرجت مع مجموعة من نساء دير الزور وقد جمعت حملاً كبيراً من الأحطاب ولم تستطع رفعها وقد طلبت النجدة وقالت أين الشيخ مشيوح , فأجبتها بأن مددت قدمي لرفع الحزمة وقد علقت هذه الشوكة بقدمي , فلقب الشيخ مشيوح حينها بـ ( إمشيل الحطابة (يُذكر أن هذه الفتاة قدمت إلى بغداد بعد فترة ووصلت إلى الشيخ مشيوح في منطقة الدورة وقدمت له الهدايا الكثيرة وشكرته على صنيعه هذا.
12. الكرامة الثانية عشر : إنقاذه لشيخ صفوك ( شيخ الجربة )
عندما خطفوه بعض المُعادين ووضعوه في جلد ناقة ورموه بحفرة عميقة عند منطقة ( حصيبة ) , فأستنجد بالشيخ مشيوح فلبى نداءه وأخرجه من حفرته وأعاده إلى أهله , فأهدى الشيخ صفوك ناقتين من أفضل نياقه إلى الشيخ مشيوح شكراً وثناءاً لمواقف الشيخ , وبعد ثلاث أشهر ماتت إحدى الناقتين فبقت الأخرى تحن وتأن , فرآها الشيخ مشيوح وبكى على حالها وقال لها لا تحزني سأرسلك إلى نياق الشيخ محمد عبد الجليل المكي قدس الله سره العزيز والذي كان يقطن أرض كركوك , فصاح بصوت عال يا شيخ محمد قد أرسلت لك الناقة البيضاء فإستقبلها لأنها وحيدة ونحن لا نجني الأبل فأجعلها مع أبلك وتقبلها هدية مني إليك , وبعد برهة من الزمن صاح الشيخ محمد عبد الجليل المكي هاهي قد وصلت الأمانة يا شيخ مشيوح بأمان.
13.الكرامة الثالثة عشر : أنقاذ بنت التاجر الهندي
كان الشيخ مشيوح جالساً ذات يوم بتكيته مع جمع من مريديه وكان رحمه الله يرتدي ( الجُبه ) فإختفى عن الأنظار فجأةً , وأخذ الحاضرون يتساءلون عن الشيخ , وبعد فترة قصيرة رجع الشيخ مشيوح إلى مكانه , فتوسل الحاضرون بالشيخ أن يخبرهم عن سبب إختفائه , فقال لهم : لقد كان أحد تجار الهند الكبار ( الراجات ) وهو مُريد للسيد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره الشريف , قد خرج مع عائلته إلى إحدى الغابات فأعترضهم أسد فذهبت لنجدتهم , وقد كانت إبنة التاجر هي الفريسة ولله الحمد قد أنقذتها وقتلت الأسد , يُذكر أنه بعد فترة من الزمن جاءت عائلة التاجر الهندي لزيارة مرقد حضرة الغوث الأعظم الجيلاني قدس الله سره الشريف , وبعد أداء مراسيم الزيارة أصروا على المجيء لمنطقة الدورة ورؤية الشيخ مشيوح , وعند وصولهم هناك رأوا الشيخ مشيوح واقفا ًعند باب تكيته , فصاحت إبنة التاجر قائلةً : هذا هو الذي أنقذني وقتل الأسد , فأستقبلهم الشيخ في بيته وقدموا له الهدايا التي من بينها سيفاً هندياً لا يزال موجوداً إلى الآن وكذلك مسبحة وكرسياً مُطعماً بعظم العاج .
هذا غيض من فيض كثير من كرامات هذا الولي الورع الزاهد الذي أفنى حياته في حب الله وعبادته وأتباع سنة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتعليم الناس وأرشادهم لطريق الحق سبحانه.. فرحم الله جدنا الناطور وجعلنا على أثره من السالكين والحمد لله رب العالمين .
// إعداد وترتيب سيد قحطان العيثاوي الرفاعي //
عدل سابقا من قبل سيد قحطان العيثاوي في 2012-06-24, 11:49 pm عدل 1 مرات | |
|