سيد قحطان العيثاوي خمروي متألق
عدد الرسائل : 1439 الموقع : مؤسس منتدى قبيلة الساده البوعيثا الحُسينية في العراق العمل/الترفيه : حب الله ورسوله المزاج : إشتقتُ إليك ياسيدي يارسول الله فداك نفسي وأهلي تاريخ التسجيل : 24/10/2010
| موضوع: العيد المبارك 2011-08-31, 1:18 pm | |
| <TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; mso-cellspacing: 0cm; mso-yfti-tbllook: 1184; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>
<TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"> <td style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-BOTTOM: 0cm; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent"> </TD></TR></TABLE>
| أبدأ حديثي بتقديم التهنئة بهذا العيد المبارك إلى العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سائلاً الله تباركوتعالى أن يُهِل هلال هذا العيد عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيقلما يحب ويرضى، وأن يجعل هذا العيد بشير خير...
الحديث عن عيد الفطر المبارك، وكيف نستقبله وما ينبغي علينا فيه، وعن زكاة الفطر وصلاة العيد وأحكامهما، وغيرها من الأمور التي تخص هذه المناسبة المباركة...
أبدأ حديثي بتقديم التهنئة بهذا العيد المبارك إلى أبناء قطر أميراً وشعباً وحكومةً، وإلى العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سائلاً الله تبارك وتعالى أن يُهِل هلال هذا العيد عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، وأن يجعل هذا العيد بشير خير وبركة على أمتنا الكبرى وأن يجعله نذير وبال وحسرة على أعداء هذه الأمة سائلاً الله أن يجعل يوم هذه الأمة خيراً من أمسها وغدها خيراً من يومها.
لابد لنا قبل أن نتحدث عن واقع الأمة في العيد أن نتحدث شيئاً عن العيد، من حق هذه الشعيرة أن نتحدث عن شرعيتها، لماذا شرع الإسلام العيد؟
العيد هو أشبه بمحطة استراحة في رحلة الحياة، أو بواحة في صحراء الحياة ولذلك اخترعت الأمم المختلفة دينية وغير دينية كتابية ووثنية اخترعت الأعياد من قديم لتحتفل فيها وتفرح وتمرح وهذا أمر وجده الإسلام ثم أقره، وكان للأنصار كما قال أنس رضي الله عنه كان لهم يومان يلعبان فيهما في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما، الفطر والأضحى" عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذان يومان للمسلمين هما عيدا الإسلام، وقد ربط الله الأعياد في الإسلام بالفرائض الكبرى وبالعبادات الشعائرية العظمى، ربط عيد الفطر بفريضة الصيام، فهو عيد الفطر من الصيام، وفي الحديث الشريف "للمسلم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" وفرح بفطره هذه لها معنيان، في كل يوم يفطر يفرح بالفطر عند الغروب عندما يؤذن المغرب يفرح بفطره فرحة طبيعية أنه أُحِل له ما كان محرماً عليه أصبح يمكنه أن يأكل ويشرب ويستمتع ويقول بعد ذلك "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"، وفرحة دينية بالتوفيق للطاعة، وهكذا تأتي الفرحة في آخر رمضان فرحة عامة، وهذه الفرحة العامة أنه انتهى من الشهر ووفِّق إلى طاعة الله وأداء الفريضة في هذا الشهر فهو يفرح بهذين الأمرين وهذا معنى قول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فهذا العيد الأول عيد الفطر يأتي مرتبطاً بفريضة الصوم. عيد الأضحى يأتي مرتبطاً بفريضة أخرى وهي فريضة الحج ولذلك يوم العيد يسمى يوم الحج الأكبر لأن فيه معظم أعمال الحج، لأن المسلم بعد أن يأتي من مزدلفة ويذهب ويرمي الجمار ويحلق ويقصِّر ويذبح أو ينحر ويذهب فيطوف بالبيت العتيق طواف الإفاضة وهو طواف الركن ويتحلل فهذا أيضاً عيد الأضحى، فربط الله الأعياد في الإسلام بهذه المعاني كل عيد مربوط بفريضة من هذه الفرائض.
بعض الناس قد يفهم "للصائم فرحتان" أنه قد استراح من رمضان، وأن الفرحة هنا هي فرحة التحلل كما ذكرت بالنسبة للفطور وإنما التحلل من رمضان وأعباء رمضان بالنسبة للإنسان هل هذا يتوافق مع الفرحة أو مقصود الفرحة نفسها في الحديث الشريف
الفرحة الطبيعية لاشك فيها، أن الإنسان أصبح حلالاً له ما كان محرماً عليه، إنما المسلم ينبغي أن يفرح فرحة أخرى بتوفيق الله عز وجل له ولذلك تجد في العيد اثنين، واحد صام رمضان والآخر ـ والعياذ بالله ـ لم يصم رمضان، هؤلاء الصائمون وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة، والآخرون وجوههم عليها غبرة ترهقها قترة والعياذ بالله، فالفرحة الدينية مطلوبة بجوار الفرحة الطبيعية.
هل معنى ذلك أن العيد يعتبر عبادة من العبادات شأنه شأن الصيام والعبادات الأخرى التي تؤدى أم أنها أيام يمكن للإنسان أن يؤدي شعائرها أو لا يؤديها على اعتبار أنها أعياد وليست شيئاً مفروضاً
العيد في الإسلام له معنيان كبيران معنى رباني ومعنى إنساني، ارتبطت أعياد المسلمين بهذين المعنيين. المعنى الرباني وهو المعنى العبادي أن الإنسان حتى في العيد لا ينسى ربه، ليس العيد انطلاقاً وراء الشهوات بل العيد يبدأ بالتكبير وبالصلاة ـ صلاة العيد ـ التقرب إلى الله عز وجل، فليس معنى العيد كما عند بعض الأمم الأخرى أنه خلاص انفك قيدك، افعل ما تشاء، فالعيد يبدأ بالصلاة هذا المعنى الرباني، والعيد في الإنسان فيه معنى إنساني بأن يذكر غيره، معنى إنساني أن يفرح ويمرح ويلعب ويغني ويطرب ويلبس الجديد، العيد عيد فرح.
هل هذا للكبير والصغير أم أن المفهوم السائد أن العيد للصغار فقط؟
هذا غلط، نحن للأسف عندنا معنيان متناقضان، في جانب الفرح والطرب نجعلها للصغار فقط مع أن هذا مشروع للصغار والكبار، النبي صلى عليه الصلاة والسلام في أحد الأعياد أذن للحبشة أن يرقصوا ويلعبوا بحرابهم في مسجده الشريف وكان يشجعهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة" وسمح لزوجته عائشة أن تتسلق على كتفيه من الوراء وكان بيت النبي يطل على المسجد، وجعلها تنظر إلى هؤلاء الحبشة حتى هي شبعت وملت فقال لها "حسبك؟" قالت له: "حسبي" ويشجعهم على هذا لأنه يعلم أن هؤلاء القوم يهوون اللعب، وأيضاً دخل سيدنا أبو بكر على عائشة رضي الله عنها في عيد من الأعياد وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف بغناء من أغاني العرب من أيام الجاهلية أو يوم بعاث فسيدنا أبو بكر انتهرهما وقال "أمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم" وكان صلى الله عليه وسلم متكئاً ومغطى بثوب فظن أبو بكر أن الرسول كان نائماً وأن عائشة فعلت هذا دون إذن من الرسول فكشف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه وقال: "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا، حتى يعلم اليهود أن في ديننا فسحة وإني بعثت بحنيفية سمحة" يعني حتى نعلم الآخرين أن ديننا ليس دين تزمت ولا دين تضييق بل هو دين الفطرة وفطرة الإنسان أنه يحب اللهو واللعب وخاصة في هذه المناسبات، يعني لازم تأتي مناسبات الناس تلهو فيها وتلعب وترقص، ونجد هنا في الخليج يأتون في هذه المناسبات كما في الأعراس وفي الأعياد وهذه الأشياء ونرى العارضة واللعب بالسيوف، هذه فطرة الإنسان، وناس ترقص الدبكة، وفي مصر يحطبون ويلعبون بالعصا فهذا للرجال وللصغار، فنجد ناس يجعلون هذا للصغار أي الصغار يلعبون والكبار متزمتين، بينما في العبادات للأسف نجد كثيراً من الناس يذهبون إلى الأعياد وحدهم دون صغارهم، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام شرع العيد ليكون مهرجاناً للأمة كلها للكبار وللصغار وللرجال وللنساء، حتى قالت أم عطية: أُمِرنا أن نُخرِج العواتق ـ يعني الأباكر المخبئات ـ في العيد يشهدن الخير ودعوة المسلمين حتى الحيض يعتزلن المصلى، يعني يحضرن الخطبة ويشهدن هذا المهرجان الجامع، لماذا جعل الإسلام صلاة العيد في المصلى لم يجعلها في المسجد لأن المسجد يضيق بالناس، وحتى يجتمع الناس فبدل أن يجتمعوا في مساجد عدة يجتمعون في مصلى يسع للآلاف وعشرات الآلاف، حتى يجتمع أهل الحي الواحد أو أهل البلد الواحد إن أمكن في مصلى ويهنئ بعضهم بعضاً ويصافح بعضهم بعضاً، فكثير من الناس يذهب الكبار وحدهم ولا يذهب الصغار، ويذهب الرجال ولا تذهب النساء هذه سنة أماتها المسلمون للأسف أن النساء محرومات من صلاة العيد، نحن هنا في قطر عندما أقمنا صلاة العيد في بعض النوادي اشترطت على الأخوة أن يجعلوا أماكن للنساء، والأخوة في مصر وفي كثير من البلاد في ازدهار الصحوة الإسلامية كانوا يجعلون أماكن للنساء وللأطفال، وحتى يأتون بهدايا للأطفال ليُفرِحوا الأطفال ليُشعِروا الأطفال بفرحة العيد، فلابد أن نشرك الكبار في لعب العيد ونشرك الصغار في عبادة العيد، وبهذا يتكامل الأمران.
أشرت إلى كيفية استقبال العيد إلى صلاة العيد، هل هناك عبادات وشعائر أخرى في أيام العيد ينبغي للمسلم أيضاً أن يقوم بها؟
هناك تكملة لما ذكرته أن هناك معنى رباني ومعنى إنساني، المعنى الإنساني أن الإنسان يفرح ويمرح ويلبس الجديد وكذا وهناك أيضاً في المعنى الإنساني أن الإنسان يتواصل مع غيره ومن أجل هذا شرع الإسلام في كل عيد فريضة معينة وشعيرة معينة فشرع في عيد الفطر زكاة الفطر صدقة الفطر، فرضها النبي صلى الله عليه وسلم على الكبير والصغير والحر والعبد والرجل والمرأة، وجعلها طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، يعني إسعاف للمساكين في هذا اليوم وقال: "أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم" يعني بدل أن يأتي المسكين إليك ويقول: والله أنا في حاجة إلى كذا، اذهب له أنت وتسأل عنه وتعطيه هذه الزكاة ليشعر بفرحة العيد حتى لا يكون العيد مقصوراً على القادرين والموسرين والواجدين والأغنياء أما المحرومون والفقراء فيكون العيد نكبة عليهم، لأن الواحد لما يرى أولاد الناس يلبسون الجديد وابنه يلبس الأثمال البالية يكون هذا العيد مصيبة عليه، كذلك يرى الناس يأكلون ما لذ وطاب وهو لا يجد ما يُمسك الرمق أو يطفئ الحرق معنى هذا أن العيد سيكون غماً وهماً عليه، الإسلام يأبى هذا فشرع صدقة الفطر لتسد حاجة عند المساكين في هذه المناسبة وفي عيد الأضحى شرع الأضحية أيضاً حتى يوسع الإنسان على نفسه وعلى جيرانه وأقاربه وعلى فقراء المسلمين، فالسُنَّة في الأضحية أن يقسمها أثلاثاً، ثلث لنفسه وأهله، وثلث لجيرانه وأقاربه، وثلث للفقراء، ولو كان جعلها كلها للفقراء فهو جائز.
يعني زكاة الفطر هنا مرتبطة بشعيرة العيد، والأضحية مرتبطة بعيد الأضحى، حتى لا نخرج من إطار زكاة الفطر، الآن العيد غداً في بعض الدول الإسلامية وربما يكون بعد غد في دول أخرى، فمن لم يُخرِج زكاة الفطر إلى الآن، ما هو وضعه وكيف يستطيع أن يتصرف فيها وهل هناك علاقة ما بين الصيام وما بين زكاة الفطر؟
كما قلنا أن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، يعني الأصل في الصيام كما شرعه الله أن يؤهِّل الإنسان للتقوى، كما قال الله تعالى (كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ويقول "ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام عن اللغو والرفث" مع هذا فمن الصائمين يسلَم من اللغو والرفث، فجعل الله تعالى هذه الفريضة جبراً لما عساه أن يحدث من خلل في الصيام، كما أن سجود السهو يكون جبراً لما يحدث من سهو في الصلاة، ففريضة زكاة الفطر تجبر اللغو والرفث في الصيام. كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يُخرِجون زكاة الفطر بعد صلاة الفجر أي ما بين الفجر وصلاة العيد وذلك لأن الناس كانوا قليلين، وكان يعرف بعضهم بعضاً، فحتى يفرحه يأخذ له تمر أو زبيب أو قمح أو كذا ويؤديها له بعد الصلاة، ذلك المجتمع اتسع في عصر الصحابة فكانوا يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين، وفي عصر الأئمة المجتمع اتسع وتعقد أكثر فأجاز بعضهم أن تخرج من منتصف رمضان، بل بعضهم أجاز أن تخرج من أول رمضان، لذلك لا ينبغي أن تؤخر عن صلاة العيد، من أخَّرها عن صلاة العيد فهي مكروهة إذا أخرجها في يوم العيد، إذا فات يوم العيد ولم يخرجها يكون حراماً ولكن لا تسقط أي تظل دَيناً في عنقه عليه أن يؤديها لمستحقيها.
يعني الآن من لم يخرجها فعليه أن يبادر الآن في إخراجها ؟
نعم الآن، ففي قطر والدول التي عيدها غداً ينبغي من الآن إخراجها إلى المستحقين أو بعد فجر الغد قبل صلاة العيد.
ولكن حتى يفهم المسلم كيف يخرج هذه الزكاة فهل يجوز إخراجها نقداً أو عيناً كما هو موجود لدى بعض الفقهاء؟
بعض الأخوة يتشددون في ضرورة إخراج زكاة الفطر من الأطعمة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدَّعون أن هذا هو السُنَّة ومن فعل غير ذلك فقد خالف السُنَّة، وأنا في رأيي أنهم هم الذين خالفوا السُنَّة، خالفوا روح السُنَّة، لأن السُنَّة لا تشرع الأشياء اعتباطاً، الرسول عليه الصلاة والسلام يشرِّع الأشياء لحِكم مرتبطة بها، حينما فرض زكاة الفطر من الأطعمة كان هذا هو الأيسر على الناس، العرب لم تكن عندهم نقود، نحن نعلم أن العرب كانت تأتيهم النقود الفضية من فارس دراهم، والذهبية من دولة الروم البيزنطية دنانير، هم لم يكن لهم عملة، فكانت النقود عزيزة جداً عندهم فلو فرضها من النقود كان يكلفهم شططاً، ثم إن النقود تهبط وتعلو إنما حينما يحددها بمقدار من الطعام هذا يشبع حاجة بشرية فهذا يمكن أن يكون له الثبات ففرضها من هذه الأطعمة، وكل جماعة على حسب ما يقدرون عليه حتى قال لأهل البوادي: أَخرِجوا من الإقط، الإقط هو اللبن المجفف المنـزوع زبده، فالناس الذين عندهم إبل وغنم ومثل ذلك فليس عندهم حتى القمح أو ما شابه، فقال لهم أخرجوا الإقط أي ما تيسر عندكم، فهذا أيسر على من يدفع وأنفع لمن يأخذ، الفقراء كل هذه الأشياء محتاجون إليها فهي تنفعهم، فلذلك لم يكن الرسول يريد التعسير على الناس، فإذا قلنا للناس لازم تُخرِجوا هذه الأشياء فنحن نُعسِّر على الدافع ونضر الآخذ، الآن حينما تنظر إلى بلد مثل القاهرة فيها حوالي 13مليون مسلم، أولاً كيف تقول لهؤلاء هاتوا 13مليون صاع من كذا ولو كان واحد لديه أقارب في الريف يقول لهم: ابعثوا لي غلة أو ذرة، 12صاع من هذه الأشياء على عدد أولاده مثلاً، فبعثوا له هذه الأشياء ثم يذهب ليعطي القمح أو الشعير أو الذرة للفقير فماذا يفعل به، فما عاد هو يطحن ولا يعجن ولا يخبز بل هو يشتري الخبز من المخبز أو الفرن، ولن يجد حتى من يشتريها منه فكأنك تبتليه ببلوة فلم نعد نُدخِل بذلك المسرة إلى قلبه في العيد ولكن نحن نعطيه شيء أداء لواجب أو تسديد لخانة، ما أراد الشارع هذا، ولذلك أجاز الإمام أبو حنيفة وأجاز قبله الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وأجاز سفيان الثوري إخراج القيمة في الزكوات وفي زكاة الفطر ورجَّح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنا أقول هذا للإخوة السلفيين أن الإمام ابن تيمية ـ إمامكم ـ أجاز هذا مادام هذا أنفع للفقير. نفرض أنني أعطيه تمر فكم حاجة الفقير منه، 10كيلو أو 20كيلو من التمر فعائلة واحدة تعطيه 20كيلو من التمر وأناس آخرون يعطوه نفس الشيء وقد يصبح لديه 200كيلو من التمر ماذا يفعل به؟ يذهب ليبيعها لنفس التاجر الذي اشترى صاحب الزكاة التمر من عنده بـ 15 ريال الكيلو، فالتاجر يقول للفقير: سأشتريها منك بـ 8 أو بـ 7 وأحياناً يقول له أن لدي الكثير من التمر ولا أريد أن أشتري منك، فمعنى ذلك ضياع للفقير وخسارة له، فلذلك أنا أقول أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً في عصرنا لو أن هناك بلد فيها مجاعة هنا حتى الأحناف ـ الذين أجازوا أن تكون الزكاة نقوداً ـ قالوا في هذه الحالة يخرج الحبوب لأنه في هذه الحالة لن يأكل الفقير نقوداً بل يريد حبوب فنقول أخرجها طعاماً في هذه الحالة، إنما في الحالة العادية النقود أنفع للفقير يستطيع أن يشتري بها ما يريد، إن أراد حبوب يشتري بها حبوب، لو أراد تمر يشتري بها تمر، لحم يشتري بها لحم، لعبة لأولاده يشتري بها ذلك، ثوب أو ما شابه يشتري ما يريد فهو حر فيها.
وكذلك يجوز نقلها من مكان لمكان؟
وكذلك يجوز نقلها لأن المسلمين أمة واحدة والله تعالى يقول (إنما المؤمنون إخوة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المسلم أخو المسلم" نحن لا ينبغي أن نجعل التقسيمات التي وضعها الاستعمار هذه حدوداً بين المسلمين بعضهم وبعض، فإذا أغنى الله أهل الخليج ووسَّع عليهم وأفاء عليهم من فضله وبقيت عندهم زكوات، فبعض الناس للأسف هنا يعطي جيرانه وأقاربه وهم كانوا زمان يستحقون الزكاة، إنما الآن والحمد لله أغناهم الله من فضله، فعليهم أن يبعثوها للناس الذين يموتون من الجوع في الصومال، في جنوب السودان، في أفريقيا، في آسيا، في كوسوفو، وفي هذه البلاد التي تعاني ما تعاني من جراء الجوع والفقر والمسكنة، فنقل هذه الأشياء لمن هو أحوج أو لقريب فأنا أعرف أقرباء لي محتاجين فهم في بلد آخر غير البلد الذي أقيم فيه يمكن أن أنقلها إليهم فهذا ما قرره العلماء المحققون وهذا ما نفتي به مطمئنين والحمد لله.
لو رجعنا إلى صلاة العيد هل صلاة العيد سنة أم فرض على كل مسلم؟
هي سنة بالنسبة لكل شخص وفرض كفاية على عموم المسلمين، يعني لا يجوز أن تُعطَّل قرية أو ناحية من النواحي من صلاة العيد، كل أهل بلد يجب أن يصلوا العيد وكل حي من الأحياء يجب أن يصلوا العيد بحيث لا تتعطل هذه الشعيرة فهي فرض كفاية على المجموع وكل مسلم سنة عليه صلاة العيد، رجلاً كان أو امرأة، فحتى المرأة تصلى صلاة العيد، وصلاة العيد الأصل فيها الجماعة ولكن لو فرض أن الإنسان فاتته صلاة العيد ماذا يفعل؟ يجمع أهله في بيته ويصلى بهم العيد، ولا يضيع صلاة العيد.
هل خطبة العيد لها خصوصية ولها أشياء معينة تتناول فيها أم أنها خطبة وعظية شأنها شأن خطبة الجمعة؟
هي لا تفترق عن خطبة الجمعة إلا أن خطبة الجمعة قبل الجمعة وخطبة العيد بعد صلاة العيد، وخطبة الجمعة فرض، وخطبة العيد سنة، وخطبة الجمعة هي خطبتان بالإجماع خطبة أولى وخطبة ثانية وبعض العلماء يقول أن العيد خطبتان أيضاً، ولكن الإمام ابن القيم قال: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب خطبتين في العيد، فهي خطبة أشبه بخطبة العيد وحتى قال أنه لم يثبت أنه كان يبدأها بالتكبير فكل خطب النبي صلى الله عليه وسلم تبدأ بالحمد لله ولكن كان يكثر من التكبير في أثناء الخطبة لأنه كما قيل في بعض الآثار زيِّنوا أعيادكم بالتكبير، فالتكبير من شعائر العيد، عيد الفطر وعيد الأضحى، فنـُزيِّن العيد بالتكبير حتى في أثناء الخطبة.
هل التهنئة واجبة وما هي صيغة التهنئة التي يهنئ بها المسلم أخاه؟
نعم المسلم يهنئ أخاه بهذه المناسبة الطيبة وكان الصحابة والسلف يهنئ بعضهم بعضاً وكانوا يقولون: تقبَّل الله منا ومنكم، أنت تعرف خصوصاً عيد الفطر يأتي بعد الصيام فكأنه يدعو الله له بقبول صيامه وقيامه وحتى يكون ممن غُفِر ذنبه "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه" أيضاً في عيد الأضحى الإنسان يكون قبل عيد الأضحى يوم الوقفة يصومه، وحتى التسعة أيام الحجة يُشرَع فيها الصيام ويُشرَع فيها التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح في هذه الأيام التي هي الأفضل عند الله والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل الصالح فيما سواهن من الأيام وأفضلها اليوم التاسع الذي يعتبر أفضل أيام السنة على الإطلاق، يوم عرفة فعندما يأتي المسلم في عيد الأضحى أيضاً يقول له "تقبل الله منا ومنك" فهذا ما ورد عن السلف ولكن لم ترد صيغة معينة يُلزِم بها الشرع الإنسان، فيقول له: عيدك مبارك، عساكم من عواده، كل عام وأنتم بخير، كل سنة وأنت طيب، المهم بأي صيغة يوصل هذه التهنئة إلى إخوانه المسلمين.
أريد أن أسأل عن زكاة المال ولكن مال اليتيم، فأنا أم لثلاثة أطفال يتامى وأريد أن أسأل: هل تجب زكاة المال عن المال الذي ورثوه عن أبوهم، لكل واحد منهم يزيد ماله عن النصاب ويفضل حاجاتهم، وهذا المال في البنك وأريد أن أعرف هل يجب أن أزكي منه أم هو أمانة حتى يكبر الأولاد ويستخدموه.
طبعاً هناك مذهب أبي حنيفة يقول أن الزكاة لا تجب على اليتامى، لأنه يرى أن الزكاة هذه عبادة والعبادة لا تجب إلا على مكلَّف والنبي صلى الله عليه وسلم قال "رُفِع القلم عن ثلاثة، عن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ" ولكن جمهور الفقهاء قالوا أن الزكاة عبادة ولكنها عبادة متميزة، هي حق معلوم، حق مالي، والحقوق المالية لا ترتبط بالصغر ولا بالكبر ولا بالعقل ولا بالجنون، يعني إذا كان الصغير عنده مال وله أم ألا يجب في ماله نفقة أمه؟ يجب في ماله نفقة أمه، لو ارتكب خطأ وجب عليه التعويض عن هذا الخطأ، فهل نقول هذا صغير؟ لا، فالحقوق المالية لا ترتبط بالسن وهذا هو المذهب الصحيح وهو الذي جاء عن الصحابة بل جاء في الحديث "من وُلِّي يتيماً فليتَّجر له حتى لا تأكله الزكاة" يعني لو كان الإنسان عنده مال لليتيم، فالوصي على اليتيم مطالَب شرعاً أن يستثمر مال هذا اليتيم وينمِّيه حتى لا تأكله الزكاة مع النفقة لأنه سينفق منه ويدفع منه كل سنة، ولذلك الأخت المفروض تضع هذا المال في بنك إسلامي، بحيث أن يُستثمَر أو في شركة إسلامية بحيث يستثمر حتى تُخرِج الزكاة من الثمرة وليس من أصل المال، لأن المال لا يتحمل هذا، فهذا الذي ينبغي وهذا إذا كان مالاً يُعتَد به بحيث أنه يَفضُل عن حاجة هؤلاء اليتامى ينفق عليهم ويَفضُل عن حاجاتهم فتخرج عن هذا المال زكاة مال اليتيم وإذا كان لا تستطيع هذا فبعض البلاد يكون فيها المال في المجلس الحسبي أو في المحكمة الشرعية فهذه الجهة هي الجهة المسؤولة عن هذا.
نحن نعيش في بريطانيا المشكلة في رؤية الهلال، زوجي أحب أن يتبع الحساب الفلكي وعلماء الفلك يقولون استحالة رؤية الهلال بالتالي غداً ليس عيد ولكن معظم العالم العربي قال أن غداً عيد فنحن في حيرة حيث نجد أهلنا وأصدقاءنا وأحبابنا لديهم عيد غداً ونحن على هذا إذا لم نعيِّد معهم معنى ذلك سنبقى في البيت لوحدنا، فما الحل هل نتبع الفلك أم نتبع العالم العربي؟
عندي أكثر من سؤال على الفاكس حول هذه القضية منها المسلمين في سلوفانيا هناك مشاهد من هناك يقول: نحن لدينا نفس المشكلة تحديد بداية العيد وتحديد بداية رمضان والمسلمين أقلية في هذه الدولة، فمن يتبعون وكيف يحددون بداية العيد وبداية رمضان، كذلك المسلمون في بريطانيا الباكستانيون يعيِّدون تبع باكستان والمصريون تبع مصر، فكيف يتم تحديد ذلك للمسلمين المقيمين في الغرب؟
والله أنا نصحت المسلمين في الغرب من قديم ألا يتبعوا بلدانهم وإنما يتبعون المجالس الشرعية في هذه البلاد، هناك لجان شرعية ومجالس فقهية موجودة في هذه البلاد، في بريطانيا وفي فرنسا وفي ألمانيا فهم ينبغي أن يكون لهم فقههم الخاص يتبع هذه البلاد، ونرجو إن شاء الله أن نبحث هذا الموضوع في الدورة القادمة للمجلس الأوروبي للإفتاء وستعقد في ألمانيا في الشهر الرابع (إبريل) من هذه السنة إن شاء الله، وأنا الحقيقة لا أحب أبداً أن تكون جماعة في بريطانيا، والخليجيين يتبعون الخليج، والمصريين يتبعون مصر، والباكستانيين والهنود والبنغلاديشيين يتبعون بلادهم، وحتى يذهب هؤلاء إلى المدارس فيطلبون إجازة لأولادهم، ثم تأتي جماعة أخرى في يوم آخر حتى هذا مظهر غير معقول، أنا أرى أننا نأخذ بالحساب في النفي لا في الإثبات، يعني إذا قال الحساب وأجمع الحاسبون الفلكيون على أن الهلال لا يمكن رؤيته في يوم كذا فيجب أن نأخذ بهذا، الحساب الآن لم يعد علماً تخمينياً، المُشكل أن بعض علماء الشرع يظنون أن الحساب الفلكي هو أمر تخميني .. لا، أو أنه يدخل في أنه "من تعلَّم شيئاً من النجوم فقد تعلَّم شعبة من السحر أو اقتبس شعبة من السحر"، لا .. هو ليس علم التنجيم الذي يقول لك: سيحدث لك كذا، علم الفلك وقد كان للمسلمين فيه قدم راسخة من قديم وهو العلم الذي استبحر الآن وتعاظم وتعمَّق وعلى أساسه صعد الإنسان إلى القمر وغزا المريخ والكواكب الأخرى وقال العلماء المتخصصون فيه أن نسبة الخطأ في علم الفلك الحديث الآن نسبة 1 إلى مئة ألف في الثانية يعني علم أصبح من الدقة بلغ مبلغاً هائلاً فكيف أنا أترك هذا، فأنا أقول: نأخذ به إذا قال لا يمكن، ففي هذه الحالة إذا قال لا يمكن أنا لا آخذ بشهادة الشهود ولا أفتح المحكمة الشرعية ولا دار الإفتاء ولا أطلب من الناس ترائي الهلال هذا ما ينبغي، وأنا أرجو من علماء المسلمين أن ينظروا في هذه القضية نظرة علمية موضوعية ويعيشوا عصرهم، أما للأسف الحساب يقول: مش ممكن أن يُرى، ثم تأتي جماعة تقول أنها رأت الهلال، لا يوجد في هذه الأشياء جماعة رأته أبداً وإنما هناك واحد في البلد الفلاني وآخر في البلد الفلاني، كل واحد رآه لوحده، إنما لم تستفض الرؤية، الرؤية المستفيضة التي قال عنها الإمام أبو حنيفة أنه في حالة الصح لابد أن يرى الهلال جمع غفير، مادام السماء صاحية، فإذا كانت السماء غائمة انشق الغيم ورآه واحد يقول رأيته، إنما السماء صافية اشمعنى يا أخي أنت رأيته وزيد وعبيد وعمرو وبكر وإبراهيم وعلي لم يروه، فهم يهمهم من الأمر ما يهمك، لماذا أنت رأيته وحدك، الإمام تقي الدين السُبكي له رسالة في الهلال قال فيها: إذا قال الحساب القطعي لا يمكن رؤية الهلال ـ وهو كان قاضي القضاة ـ وقال القاضي عليه أن يرد شهادة الشهود، لماذا؟ قال: لأن شهادة الشهود ظنية والحساب قطعي، والظني لا يعارض القطعي ولا يقاوم القطعي، فضلاً عن أن يقدَّم عليه هذا منطق سليم، فأنا أرجو من الأخوة في البلاد الغربية وفي الجاليات الإسلامية المختلفة أن تكون لهم مجالسهم الشرعية وينظروا في هذه الأمور على هذا الأساس أنه إذا قال الحساب: لا فلا نثبت ونثبته بعد ذلك بالرؤية، إذا رأينا الهلال وأنا أذكر من عدة سنين كنت ـ من بضعة عشر عاماً ـ في المغرب وسألوني الشباب الإسلامي: نحن مختلفين مع بعض .. جماعة صاموا مع السعودية وجماعة صاموا مع مصر وتونس والجزائر، وجماعة صاموا مع المغرب، والمغرب دائماً تتأخر أينا أصوب؟ قلت لهم: الأصوب الذين صاموا مع المغرب لأننا إذا لم نصل إلى وحدة المسلمين في العالم فينبغي أن نكون في كل بلد وفي كل قُطر نصوم معاً ونفطر معاً حتى وإن أخطأنا، ولذلك أنا أرى بالنسبة للأخت السائلة إذا كانوا أهل بريطانيا اتفقوا على أن غداً العيد، يعيِّدوا معهم، لقد اتصل بي الحساب الفلكي الأخوة من فرنسا وسألوني أيضاً وهم محتارين ماذا يفعلون، قالوا: أن الحساب الفلكي قال: أن الهلال سيولد الساعة 3:30 بتوقيت جرينتش هذا اليوم، الولادة الفلكية أي الاقتران إنما الرؤية بعدها بساعات فقالوا أقل مدة ممكنة أن يُراها أنه سيكون في واشنطن فيكونون هم في منتصف الليل في فرنسا وفي هذه البلاد، فقلت له: ولكن هذا عمل سيكون بالحساب وليس بالرؤية، والجميع يرفض الحساب، الذين يقولون: إذا ثبت في بلد يلزم البلاد، هو لم يثبت إلى الآن، فهي مشكلة في الحقيقة، للأسف أن المسلمين لم يستطيعوا أن يحلوا هذه المشكلة إنما الذي أقوله أنه على المسلمين في كل بلد أن يكون لهم مجلسهم الشرعي ويصوموا معاً ويفطروا معاً وأرى أن مجلس المنظمات الإسلامية الأوروبية اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ينبغي أن يقوم بدور في هذا وأرجو من المجلس الأوروبي للإفتاء في دورته القادمة أن يضع حداً لهذا الاختلاف.
مشاهد من أسبانيا : أود معرفة موقف الشريعة من شاب مسلم دعته الظروف إلى العمل في بلاد خارج بلاده، والعمل مختص في لحوم الخنـزير؟
لا يجوز للمسلم أن يكون عمله في مجال الخنـزير وأنا سألني بعض الأخوة قال لي واحد أنه جزار ويعمل في ذبح الخنازير هذا لا يجوز، إنما نحن أجزنا لمن كان يعمل في محل ويكون يبيع الخنـزير بنسبة 1% أو 2% وقلنا أنه يحاول أن يبتعد عن هذا القسم ما أمكن إنما إذا كان عمله الأساسي بيع الخنـزير أو ذبح الخنـزير وكذلك أيضا بالنسبة للخمر تقديم الخمر أو يسقي الخمر أو يبيع الخمر، هذه الأعمال المحرمة لا يجوز للمسلم أن يقوم بها وعليه أن يبحث عن عمل آخر والله تعالى يقول (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب) فعليه أن يبحث عن عمل وعلى المسلمين من إخوانه أن يساعدوه للبحث عن عمل مباح حلال إن شاء الله.
اليوم كان حسب حساباتنا والحسابات العالمية أن الهلال سيولد على الساعة 15:51 بتوقيت جرينتش يعني 18:51 بتوقيت السعودية، 17:51 بتوقيت القاهرة، لكن نحن للأسف الشديد في المغرب الذي ولد فيه القمر قبل الغروب ولا يمكن أن يُرى ولكن نحن الآن أصبحنا نصوِّم الناس شعبان ونفطِّرهم في رمضان، هذه كارثة عظمى أنا الآن أبكي حسرة وأنا عندي علم اليقين أن غداً هو الثلاثين من رمضان، فهل أصوم أم أفطر
هو يقول حسب الحساب أنه لم يولد شوال بعد، وهناك رأي في مذهب الحنابلة وبعض العلماء يقولون أن الناس ممكن تصوم 31 يوم إذا كانت السماء صاحية ولم يُر الهلال، يقول: لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه، "صوموا لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته"، طيب إذا جاء آخر رمضان ولم نر الهلال ما الحل؟ في رأي الحنابلة أن الناس تصوم 31 يوم لأنه معنى ذلك أننا بدأنا رمضان خطأً، وأظن أن المملكة العربية السعودية من عدة سنوات فطَّروا الناس بعد 28 يوماً وقالوا أننا بدأنا رمضان خطأ ويكون علينا يوم أن نصوم يوماً بعد ذلك، فكما أنه من الممكن أن تصوم الناس 28 يوم ممكن تصوم 31 يوم خطأً.
الخوف أن تتحول قضية الصيام والعيد إلى قرار سياسي ليس إلى مرجعية شرعية للعلماء.
أحياناً في بعض البلاد يحدث هذا، بعض الإخوة قال لي أن الجزائر صامت مع بلاد الخليج، هل رأوه؟ لا هل عندهم علم الحساب؟ لا، فلماذا لم تتبع ليبيا أو تونس أو مصر أو المغرب فلماذا انفردت في هذا؟ هناك اعتبارات في الحقيقة وكان في مصر زمان إذا كانت العلاقات طيبة مع السعودية قالوا: لقد رُئي الهلال في أحد بلاد المسلمين وإذا ثبت في بلاد المسلمين يلزم البلاد الأخرى، أي يتبعوهم، وإذا كانت العلاقات غير طيبة فلكل بلد رؤيته وقالوا: اطلعنا على المرصد ولم يره أحد، ويُسكَت عن الرأي الآخر، فعندنا في الدرج رأيين والرأيين موجودين فعلاً إنما استخدامهم مع الأهواء السياسية هو المذموم حقيقة.
بالنسبة لزكاة الفطر هناك شخص عمل حادث سيارة ولا يعمل وله مدة 4 سنوات لم يعود لعياله وهو غريب هل يجوز إعطاءه من زكاة الفطر له وحده فهو في أمس الحاجة لها؟
في زكاة الفطر يجوز أن تعطَى زكاة عدة أفراد لشخص واحد إذا كان في حاجة، فلو واحد عنده ظروف صعبة ومحتاج ممكن أن تعطيه أكثر من عائلة زكاة الفطر ويجوز حتى أن يعطي الشخص زكاة الفطر لأكثر من شخص، فلا يوجد تحديد لهذا.
كذلك هناك مشاهد من ألمانيا يقول أنه يعيش على المعونة الحكومية وعليه ديون كثيرة تجاوزت الستة آلاف مارك هل يجوز له أن يتقبل زكاة الفطر من الناس؟
يجوز له ولكن هي مسألة أولويات، إذا كان هناك إنسان لا يجد القوت فهو أولى من هذا الذي عنده بعض الشيء، فالمسلم ينبغي أن يراعي أي الناس أحوج وأشد حاجة، فالأشد حاجة ينبغي أن يقدَّم على غيره وهكذا الأولى فالأولى.
لدي سؤالين: السؤال الأول: إن أمتنا الإسلامية تفخر بكثير من علمائنا المخلصين والمتخصصين في مختلف المجالات فلماذا لم يتم التنسيق بين هؤلاء العلماء في مختلف المجالات والأصعدة الإسلامية المختلفة لتكوين مجلس شورى إسلامي عالمي يكون مرجعية حقيقة للشعوب الإسلامية ويهتم بشؤون المسلمين في جميع أنحاء العالم اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً.
السؤال الثاني: هل يجوز دفع الزكاة في بعض دول الخليج لحكوماتهم التي تموِّل وبصورة واضحة فواتير مستحقة عليها لأمريكا حيث تستخدم أمريكا هذه الأموال في ضرب المسلمين في العراق والسودان ودول إسلامية أخرى؟
يا أخي أصلاً لا يجوز دفع الزكاة للحكومات ونسمع في ذلك.
ماذا يعني حكومات، الأصل في الزكاة في الإسلام أنها تنظيم تشرف عليه الحكومة أو الدولة وتأخذه بواسطة العاملين عليها إنما أنا لا أعطي للحكومة، وإنما الحكومة تنظم الزكاة حتى تأخذها للفقراء والمساكين والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، وإنما لا أعطي الحكومة لتعطي الجهات التي يذكرها الأخ، البلاد التي فيها بيوت مال للزكاة في الكويت هناك بيت مال الزكاة، وفي قطر صندوق الزكاة، هذه تُصرف إلى مصارفها الشرعية، الحكومة لا تأخذها لكي تعطيها معونة لأمريكا، هذا تخيل ليس له حقيقة في الواقع، هذه يحكمها ضوابط شرعية، وفيها علماء وهيئة شرعية تشرف عليها، أما أن نعطيها لكي نضرب إخواننا هذا لا يقول به عاقل ولا مسلم.
توفي قريب لي منذ سنوات وكان لا يؤدي زكاة المال بصفة صحيحة أي كان لا يدفع جزء من مقدار محدد ويريد ابنه أن يخرج الزكاة التي لم يخرجها أبوه ـ بدلاً عنه ـ علماً أنه لا يعرف مقدارها فكيف يتم إخراجها؟
كم سنة لم يؤد فيها الزكاة؟
المشاهدة:
عدة سنوات ولكن لا يعرف بالتحديد عددها ولا يعرف المقدار بالتحديد.
الزكاة لا تسقط بمضي الزمن بالتقادم، الحقوق في الإسلام لا تسقط بالتقادم ولا بالموت، الزكاة لا تسقط بالموت لأنها دَين في عنق الرجل ودَين الله أحق أن يقضى فهناك ديون تقدَّم على ديون الخزينة، فهؤلاء لهم الامتياز فهو حق الله وحق الفقراء والمساكين وحق المجتمع، فهذا ينبغي أن يُخرَج، الله تعالى يقول بالنسبة لتوزيع التركة (من بعد وصية يوصى بها أو دين) أو (يوصي بها أو دين) أو (توصون بها أو دين) فلا توزع التركة إلا بعد الديون والوصايا، وهذا دَين وهو دَين له مُطالَب من العباد، لأن الفقراء من حقهم أن يطالبوا والدولة من حقها أن تطالب فهذا الدَين يجب قضاءه، والأخ هذا جزاه الله خيراً يريد أن يبرئ ذمة أبيه، وبالنسبة لقيمة هذه الزكاة فيكون بالتقريب ويجتهد ويرى كم كان عنده، وهل هو لم يكن يُخرِج زكاة طول السنين ومال أبيه كم، فمن الممكن أن تحسب لأن الزكاة تنقص المفروض لو كان عنده 100ألف فهذه فيها 2.5% في أول سنة، والسنة الثانية يكون المبلغ 97500 ويحسب نسبة 2.5% منها فهو يستطيع أن يحسبها بالتقريب وبالاجتهاد ويجزيه الله خيراً عن أبيه.
مشاهدة من عمان: نحن هنا في قرية صغيرة والزكاة عندنا تكون بالأرز وهو من غالب قوت أهل القرية، وفي نهاية شهر رمضان يكون عندنا الكثير من الأرز فنحن نعطي الزكاة سواء لغني أو لفقير لأنها قرية صغيرة.
المقدم: هي قرية صغيرة في عُمان وكل من في هذه القرية يخرج أرز ويعطون بعضهم البعض الغني والفقير، هو يعطي الزكاة لمن حوله أو لأقاربه وكلهم يأخذون من بعضهم ويعطون بعضهم البعض.
وهذا للأسف موجود في بلاد الخليج عامة، بلاد الخليج طبعاً قبل عهد البترول والثروة كان معظم الناس يستحقون الزكاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "أما غنيكم فيزكيه الله تعالى وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى" يعني هو يعطي ويأخذ، ويأخذ أحياناً أكثر مما أعطى، كانوا في حالة فقر عام، الآن بعد أن وسَّع الله عليهم ما عاد يجوز للناس أن يقبلوا، هذه طعمة للمساكين فلا يجوز للناس أن يقبلوا الزكاة هذا خطأ من أهل الخليج لازال الناس يقع فيه، الدافع يضع زكاته وهي غير مقبولة، لأنه لم يعطها للمسكين ولا للفقير والآخر يأكل حراماً لأنه يأخذ ما لا حق له فيه، أنا أريد أن أنبه على هذا بقوة وشدة لا يزال حتى بعض الناس في قطر إلى الآن يأخذ الزكاة ويأخذ زكاة المال وهو غير مستحق لها، وكان بعض الناس الكبار هنا يشكون أن هناك جيران وأقارب وهم حالتهم طيبة ويأخذون الزكاة لأنهم من زمان كانوا يأخذون الزكاة، ولكن الله غير حالهم (سيجعل الله بعد عسر يسراً) ربنا غير حالتك من فقر إلى غنى ومن عسر إلى يسر، وتستحل أخذ الزكاة وهي من حق الفقراء والمساكين والغارمين فهذا لا يجوز.
بالنسبة لكتاب "فقه الزكاة" يتساءل بعض المسلمين في رمضان أنهم يخرجون زكاة أموالهم من باب "من أدى فريضة فيه كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه" إلا أنك كتبت في بعض المجلات الإسلامية حول فريضة الزكاة أنك لا ترى حولان الحول على الزكاة وهذا غير زكاة الزروع والثمار، وهذا يخالف ما ذهب إليه جمهور المسلمين في ذلك، فأنا أريد توضيحاً في هذه المسألة.
هذا في المال المُستفاد فهناك مال مُستفاد ومال غير مُستفاد، هناك مال مُدخَر يحول عليه الحول هذا النوع المفروض أن يحدد له الإنسان وقتاً معيناً في كل عام وهو يوم الحول، مثلاً يقول أنا في يوم 15 رمضان من كل سنة أخرج زكاتي، وكل سنة هذا إنما أنا أتكلم في المال المستفاد مثل زكاة الرواتب، مثلاً واحد راتبه كبير ويفيض عنه ما يزيد عن النصاب أنا أرى أن يزكيه في الحال وهذا مذهب ابن عباس وابن مسعود ومعاوية وكان معاوية يعطي العطاء (الرواتب) للجنود ويأخذ من كل ألف خمسة وعشرين يسميها العلماء الضريبة الحجز في المنبع، فلو كان له ألف يعطيه 975 ويخصم الـ 25 كزكاة فهذا الذي أراه، إنما الحول للزكاة التي للمدخرات هذا مقرر من غير شك.
مشاهد من النرويج: لدي سؤالين .. أنا أصلاً من شمال العراق هناك بعض الأعياد موروثة من الجاهلية كعيد نيروز الموروث عن المجوس، ما حكم الإسلام في هذه الأعياد، هل يجوز للمسلم أن يبارك في مثل هذه الأعياد؟
السؤال الثاني هل يجوز مباركة أهل الكتاب في أعيادهم خصوصاً ونحن في دولهم؟
هذه الأعياد العلماء نصوا على كراهية الاحتفال بمثل هذه الأعياد، ولكن إذا احتُفل بها دون دخول في طقوس أو شيء من هذا ومجاراة للآخرين، مثل في مصر عيد شم النسيم، هو ليس عيداً إسلامياً هو يوم من أيام الربيع احتفالاً بالربيع والنيروز أيضاً احتفال بقدوم الربيع لا مانع من الاحتفال بهذا على ألا يدخله المعنى الديني.
المقدم: ولكن ألا يتنافى هذا مع أن الله جعل للمسلمين عيدين؟
هذا لا نقول عنه عيداً، نحن عندنا عيدان فقط ولذلك حتى الآن تجد البلاد الإسلامية تعمل يوم وطني ولا نسميه عيد الوطن أو عيد الاستقلال وإنما هو يوم الاستقلال أو اليوم الوطني للدولة الفلانية، فلا نسميه عيداً إنما هو يوم بسبب معين استقلت فيه الأمة أو انتصرت فيه الدولة على أعدائها مثل يوم انتصار الثورة الجزائرية على فرنسا، لا مانع من ذلك لتذكر نعمة الله والله تعالى يقول (اذكروا نعمة الله عليكم).
بالنسبة لتهنئة أهل الكتاب بأعيادهم أولاً بالنسبة للأخ الذي سأل هل هم أهل كتاب أم لا؟ الأصل أنهم أهل كتاب فهم يعتبرون أنفسهم مسيحيين ويحتفلوا بالأعياد المسيحية صحيح أن كثيراً منهم لا دين له إنما المظهر العام أنهم مسيحيون، وبعض البلاد تنص على الدين وعلى المذهب أنها كاثوليكية أو بروتستانتية ولا يزال هناك صراع بين الإيرلنديين والإنجليز من أجل أن هؤلاء كاثوليك وأولئك بروتستانت، فهم الأصل أنهم أهل كتاب.
ويجوز أن يهنئهم الإنسان بأعيادهم إذا كان هناك صلة معينة، الإسلام أجاز للمسلم أن يتزوج من كتابية، هل يجوز ألا يقول الواحد لزوجته في عيدها كل سنة وأنت طيبة، أو الولد لا يهنئ أمه إذا كانت كتابية، أو جده أو جدته أو خاله أو خالته، أو أولاد خاله أو أولاد خالته، فلهم صلة الرحم، كذلك لو كان الواحد في بلاد الغرب ومشرفه أو زملاءه في الدراسة أو جاره وهم في أعياد المسلمين عيد الفطر مثلاً يأتي أحدهم ويقول لك عيدك مبارك أو في عيد الأضحى والله تعالى يقول (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) لا ينبغي أن يكونوا هم أكرم منا خُلُقاً وأسمح نفساً، فإذا كان هذا من البر فالله تعالى لم ينه أن نبرهم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) ولكن لا ندخل في طقوسهم، لا ندخل فيما يفعلون من أشياء مخالفة حتى للدين المسيحي نفسه، نحن نهنئهم ولا نتجاوز ذلك فقط.
بالنسبة لزكاة المال أنا أزكي قبل رمضان بأربعة أشهر هل ممكن أن أؤخر الزكاة حتى يدخل عليّ رمضان من أجل الفضيلة.
ولدي سؤال آخر لو أنا في بلدي وأريد أن أرسل الزكاة لأهلي في بلد آخر فأرسلها قبل عيد الفطر بأربعة أيام مثلاً فهي قد لا تصل إلا بعد العيد بيوم أو بيومين.
يجوز أن يغيِّر الحول ويحسب بدل أن تكون عن سنة تكون عن سنة وأربعة أشهر فيخرج مقدار وثلث فيحسبها ثم بعد ذلك تمشي سنة بسنة.
بالنسبة لزكاة الفطر التي تصل بعد العيد المهم أنه يخرجها من ذمته وبعد ذلك يحاول أن يخرجها قبل العيد بفترة ك
عدل سابقا من قبل سيد قحطان العيثاوي في 2011-08-31, 1:21 pm عدل 1 مرات (السبب : ت ل) | |
| | | | العيد المبارك | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |