«إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين..»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

«إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين..»

هل هذا الحديث صحيح؟.




الإجـابــــة:



نعم هذا الحديث صحيح. قاله صلى الله عليه وسلم وتحدث به وكان خطابه وقتئذٍ للصحب الكرام الذين جاهدوا بالله واجتهدوا وله آووا وقد نصروا، هؤلاء الذين صاموا رمضان حقاً فصدقوا وما بدلوا تبديلاً وأعطوا وجهتهم لدين الحق ولم يحنثوا بعهدهم أبداً.

فعندما صاموا حقاً وبلغوا الغاية التي شرع من أجلها الصيام، وهي التقوى أي: الاستنارة الدائمية بنور الله، بعدها فتحوا البلاد وهدوا قلوب العباد إلى الحق جلَّ وعلا فغدت الأرض بهم وبفتوحاتهم جنات إذ أزالوا جميع المحرمات والفواحش من البلاد التي فتحوها فأغلقت بذلك أبواب النيران ونشروا الهدى بين العباد وهذا كله بفضل صيامهم وبلوغهم التقوى إذ صفدت الشيطان فكسروا العرب المرتدة والفرس أخمدوا نيرانهم وأدخلوهم دين الحق ولم يبق أمامهم سوى الروم فأطلق سيدنا أبو بكر خالداً رضي الله عنه وقال كلمته المشهورة «والله لأنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد»، وانكسر الروم أيضاً أمام هذه الفئة القليلة من المؤمنين الذين إذا كان واحد منهم في جيش لا يهزم هذا الجيش أبداً لأنهم صاموا رمضان وبلغوا التقوى وهي الدرجة العليا التي يبلغها الإنسان ليكون من الفائزين بالدنيا والآخرة.

فالحديث خصصه صلى الله عليه وسلم بفترات معينة ولم يعممه حين تحدث به، ولم يذكر أنه لهذا الزمان، وطالما كان لأصحابه وبزمانه فالحديث إذن خاص بأصحابه الكرام، كما قد يقع ثانية في عهد سيدنا المهدي العظيم وسيدنا عيسى النبي الكريم ويمتد إلى يوم القيامة. قال تعالى: {..وجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ..} وهم بالطبع أتقياء {..فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} سورة آل عمران (55) والسؤال: هل أي حديث تحدث به الرسول لأي صحابي أو يخص أي فئة من الصحب الكرام هل يحق لنا أن نعممه على كافة الناس.

فالحديث صحيح ووقع وانطبق في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسينطبق إن شاء الله في عهد سيدنا عيسى عليه السلام.