بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهل بيته وآله وازواجه وذريته وعترته واصحابه
ومن سار على نهجه واستن بسنته واقتدى بهديه ولأثره اقتفاه
نعم اخيتنا في الله .. علمه المولى الحبيب سبحانه في قوله تعالى :: الآية 68 من سورة النحل :: قال تعالى :
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ
أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
وفي الآية 69 قال تعالى :
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام هو شربه شراب العسل .. اي كان يشرب العسل بالماء البارد لحفظ الصحة
وقال الحافظ بن حجر في الفتح :
العسل يُذكّر ويُؤنّث وأسماؤه تزيد على المائة وفيه من المنافع ما لخصه الموافق البغدادي وغيره فقالوا :
يجلي الأوساخ التي في العروق والأمعاء
ويدفع الفضلات
ويغسل المعدة ويسخنها تسخينا معتدلا
ويفتح أفواه العروق ويشد المعدة والكبد والكلى والمثانة
وفيه تحليل للرطوبات أكلا وطلاء وتغذية
وفيه حفظ للمعجونات وإذهاب لكيفية الأدوية المستكرهة
وتنقية للكبد والصدر وإدرار البول والطمث
وينفع للسعال الكائن من البلغم والأمزجة الباردة
وإذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفراء
ثم هو غذاء من الأغذية
ودواء من الأدوية
وشراب من الأشربة
وحلو من الحلاوات
وطلاء من الأطلية
ومفرح من المفرحات
ومن منافعه أنه إذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الحيوان
وإذا شرب وحده بماء نفع من عضة الكلب " الكلب "
وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر وكذا الخيار والقرع والباذنجان والليمون ونحو ذلك
وإذا لطخ به البدن للقمل قتل القمل والصئبان وطول الشعر وحسنه ونعمه
وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر
وإن استن به صقل الأسنان وحفظ صحتها
وهو عجيب في حفظ جثة الموتى فلا يسرع إليها البلاء
وهو مع ذلك مأمون الغائلة قليل المضرة
ولم يكن يعول قدماء الأطباء في الأدوية المركبة إلا عليه
ولا ذكر للسكر في أكثر كتبهم أصلا
لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌاللهم صلي على سيدنا محمد طبّ القلوب ودوائها عافية الابدان وشفائها نور الابصار وضياءها
وعلى آله وصحبه وسلم