سيد قحطان العيثاوي خمروي متألق
عدد الرسائل : 1439 الموقع : مؤسس منتدى قبيلة الساده البوعيثا الحُسينية في العراق العمل/الترفيه : حب الله ورسوله المزاج : إشتقتُ إليك ياسيدي يارسول الله فداك نفسي وأهلي تاريخ التسجيل : 24/10/2010
| موضوع: السيدة نرجس عليها السلام 2011-06-16, 11:08 am | |
| في مجاهيل السرمدية، ومنذ الأزلية، كانت تلك "المرأة الخالدة" هي (الانتخاب الإلهي الكبير)، وكانت (الوحيدة) من بين كافة سكان الكرة الأرضية التي ( اختارها) رب العالمين، للاضطلاع بواحدة من بين اعظم المسئوليات الإلهية الكبرى التي يدور مدارها، لا مصير سكان الأرض فحسب، بل مصيركافة العوالم والمخلوقات الإلهية على الإطلاق. فلقد اطلع الله تعالى ـ بعلمه الأزلي المحيط ـ على كافة ما يضمره الغيب ويلفه العدم حينذاك ، واختار ـ بحكمته النافذة في عمق الأشياء والعلائق والترابطات والتي لا يعقل ان تزيغ قيد شعرة عن (وضع الأشياء مواضعها) ـ من بين كل المخلوقات تلك المرأة المعجزة، التي حظيت بذلك الوسام الرباني العظيم و( الثقة) والعناية الإلهية الكبرى. انها والدة خاتم الأوصياء[2] والحبل المتصل بين الأرض والسماء ومن بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء[3]. انها (السيدة نرجس حفيدة قيصر ملك الروم )!. وهل يعقل ان يكون الاختيار الإلهي إلا نابعاً عن حكمة لامتناهية؟. وهل يمكن ان يكون انتخاب الله جل وعلا لتلك المرأة الخالدة من بين كافة نساء الأرض، لتكون أم الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمؤتمنة عليه والكفيلة به، هل يمكن ان يكون ذلك دون العلم الشامل المحيط بأنها (اكفأ وافضل)؟ من يصلح لذلك المجد العظيم الخالد والشرف الكبير الأبدي؟! ودون امتلاكها لسلسلة من المواصفات والمزايا الفريدة؟. وهل يعقل ان تنعقد نطفة ولي الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من غير والد كالإمام الحسن العسكريu ومن غير والدة كالسيدة نرجس(عليها السلام).وإذا كانت الجينات الوراثية بما تحمله من خصائص، تترك بصماتها على الوليد مدى الحياة، و إذا كان الجنين ( يتغذى) طوال تسعة اشهر من والدته مباشرة، و إذا كانت (الحالات الجسمية والروحية) للوالدة، ذات تأثير كبير ـ سلباً او أيجاباً ـ على الحمل، فان من الطبيعي ان يختار الله لوليه الأعظم الذي قدر له ان يكون (طاهراً مطهراً من جميع الجهات) وان يكون الأنموذج الإلهي الاسمى والمثال الأعلى لكافة الكائنات: اُماً مثالية ومن كافة الجهات، وهذا ـ كما سنرى ـ هو ما يشهد به التاريخ والروايات أيضاً، وكما (يحكم به العقل او يدركه)[4] وكما تنطق به الفطرة ويركن إليه الضمير ويطمئن به الوجدان. وإذا كانت السيدة نرجس (عليها السلام) هي ذلك الأنموذج الرباني وهي تلك (ألاُم المثالية) فما أحرانا بان نقوم بعملية التعرف على صفحات من حياة هذه السيدة العظيمة، والاستضائة بأنوارها وإشعاعاتها الإلهية، وان نتخذ منها ومن مدرستها خير أسوة وقدوة في مختلف شؤون الحياة وفي شتى المواصفات والجهات؟. والا يجدر بنا ان نحيي ذكراها ومسيرتها في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا وعلى شفاهنا وأقلامنا ؟. والا يجدر بنا ان نكتب عنها الكثير الكثير من الكتب، ونسجل عن حياتها وعظمتها ومدرستها الملايين من الأشرطة، وان نسمي باسمها المبارك المؤسسات والشوارع و المدارس وغيرها؟. وإذا كان المسيحيون يجلون السيدة مريم (عليها السلام) اكبر اجلال ويحيون ذكراها اكبر إحياء، ويملأون منها البيوت والكنائس وغيرها ـ رغم الفكرة غير الدقيقة التي يملكوها عنها ـ فان علينا ان نقوم بأحياء ذكرى والدة الإمام الحجة الحي القائم(عجل اللهتعالى فرجه الشريف) بما لا يقل عما يجب ان نقوم به من إجلال واكبار للسيدة مريم (عليها السلام).وهذه الصفحات قد تكون محاولة متواضعة وبدائية جداً للتعرف على بعض تلك الاشراقات ولإكتشاف بعض هاتيك الصفات. انها (رحلة) سريعة الى عالم الطهر والمثالية، الى آفاق المواصفات النموذجية، إلى قمة المجد وحظيرة القدس …
| |
|