الحيالي خمروي مشرف
عدد الرسائل : 3119 العمر : 55 الموقع : منتدى دولة الفقراء العمل/الترفيه : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك المزاج : هادئ تاريخ التسجيل : 17/11/2010
| موضوع: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر 2011-05-11, 9:22 am | |
| يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
الحمد لله المحمود على ماله من الأسماء الحسنى والصفات العظيمة العليا وعلى آثارها الشاملة للأولى والآخرة ، واصلي واسلم على محمد أجمع الخلق لكل وصف حميد ، وخلق رشيد وقول سديد وعلى اله وأصحابه وأتباعه من جميع العبيد . ثم أما بعد :-
عن أنس بن مالك لرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ياتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر )) [رواه الترمذي] وهذا الحديث ايها الأحبة يقتضي خبراً وارشاد . أما الخبر : فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ويكثر الشر واسبابة ، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل . وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحال القابض على الجمر، من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن الشبهات والشكوك وإلحاد ، وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهما فيها ، ظاهراً وباطناً ، وضعف الإيمان ، وشدة التفرد ، لقلة المعين والمساعد . ولاكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات ، والعوائق التي لا يصمد لها الإ أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق وارفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدراً . وأما الإرشاد :فإنه إرشاد لأمته صلى الله عليه وسلم أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه _ مع هذه المعارضات_ فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ، فإن المعونه على قدر المؤونه . وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف ، الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنهى مابقي من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه ، أيمان ضعيف وقلوب متفرقة وحكومات متشتتة ، وعدوات وبغضاء باعدت بين المسلمين وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سراً وعلناً للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأموجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ، ودعيات إلى الفساد الأخلاق والقضاء على بقية الرمق ، ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا . بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، واكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا وتدمير الدين واحتقار والاستهزاء بأهله وبكل ما ينسب إليه وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها قد شاهده العباد . فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ، والمزعجات الملحمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلية المد لهمة _ مع هذه الأمور وغيرها _ تجد مصداق هذا الحديث . ولاكن مع هذا ، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة بل يكون متلفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب الكريم الوهاب ، ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ، بأنه سيجعل له بعد عسر يسراً ، وأن الفرج مع الكرب وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات ، وحلول المفظعات . فالمؤمن من يقول في مثل هذه الأحوال : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) و (( حسبنا الله ونعم الوكيل )) ، على الله توكلنا ، اللهم لك الحمد ، واليك ، المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )) ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة ، ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير ، ويزول بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً))لطلاق: من الآية2) .، (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)) الطلاق: من الآية3) ، (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا)) الطلاق: من الآية4) وفي الختام اسأل الله بمنه وفضله أن يجعلني وإياكم من المتمسكين بهذا الدين حتى نلقاه وأن يثبتنا بالقول الثابت في هذه الدنيا وفي الآخرة أنه ولي ذلك سبحانه وتعلي القادر على كل شي بيده ملكوت كل شي وهو على كل شي قدير اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وأحسن خواتيم أعمالنا يا ارحم الراحمين وأتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار ، وصلى الله وبارك على نبينا مجمد وعلى الله وصحبه وسلم تسليماُ كثيرا ، والحمد لله رب العالمين . | |
|