مخاصمة المرء أعضاءه
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ، حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون
احوال العصاه الموحدين (( الذين يشهدون ان لا اله الا الله ولكن لديهم بعض المعاصي)) ,....
الذين لا يؤدون الزكاة
من حقوق الله الكبرى الزكاة وهي حق المال ، والذين لا يؤدون زكاة أموالهم يعذبون بهذه الأموال في الموقف العظيم، وقد أخبرت النصوص أن عذابهم بها على وجوه
الأول : أن يمثل لصاحب المال ماله شجاعا أقرع ، له زبيبتان ، فيطوق عنقه ، ويأخذ بلهزمتي صاحبه ، قائلا له أنا مالك أنا كنزك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته ، مثل ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان ، يطوقه يوم القيامة ثم يقول أنا مالك ، أنا كنزك ، ثم تلا ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) رواه البخاري
الثاني :أن يؤتى بالمال نفسه الذي منع زكاته ، فإن كان من الذهب والفضة جعل صفائح من نار ، ثم عذب به صاحبه ، وإن كان المال حيوانا ، إبلا أو بقرا أو غنما ، أرسل على صاحبه فعذب به ، قال تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)ا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي فيها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت عليه، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله ، إما إلى جنة وإما إلى نار)، قيل يا رسول الله ، فالإبل ؟ قال : ( ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ، ومن حقها حلبها يوم ورودها ، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ، أوفر ما كنت ، لا يفقد منها فصيلا واحدا ، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها ، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار ) ، قيل يا رسول الله ، فالبقر والغنم ؟ قال : ( ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي فيها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ، لا يفقد منها شيئا ، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء ، تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى الله بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار ) رواه مسلم.
المتكبرون
الكبر جريمة كبرى في حكم الله وشرعه ، والله يبغض أصحابها أشد البغض ، وعندما يبعث الله العباد يحشر المتكبرين في صورة مهينة ذليلة ، ففي الحديث الذي يرويه الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة ، في صور الرجال يغشاهم الذل من مكان) ، والذر صغار النمل ، وصغار النمل لا يعبأ به الناس ، فيطؤونه بأرجلهم وهم لا يشعرون
وكما يبغض الله المتكبرين يبغض أسماءهم التي كانوا يطلقونها على أنفسهم استكبارا واستعلاء ، وتصبح هذه الأسماء التي كانوا يفرحون عند سماعها أنكر الأسماء وأخبثها ، وأغيظها على الله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( أخنع اسم عند الله يوم القيامة ، رجل تسمى ملك الأملاك ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وزاد مسلم في رواية ( لا مالك إلا الله عز وجل )ا
قال القاضي عياض : أخنع : معناه أشد الأسماء صغارا ، وقال ابن بطال : وإذا كان الاسم أذل الأسماء ، كان من تسمى به أشد ذلا.
ذنوب لا يكلم الله أصحابها
وردت نصوص كثيرة ترهب من ذنوب توعد الله من ارتكبها بأن لا يكلمه في يوم القيامة ولا يزكيه ، وله عذاب أليم
فمن هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ، وهم الأحبار والرهبان والعلماء الذين يكتمون ما عندهم من العلم ارضاء لحاكم أو تحقيقا لمصحلة أو طليا لعرض دنيوي ، وقد قال الله في هؤلاء ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار )ا
وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) رواه أبو داود والترمذي
ومن هؤلاء الذين يغضب الله عليهم يوم القيامة فلا يكلمهم ولا يوكيهم ولهم عذاب أليم الذين ينقضون ما عاهدوا الله عليه ويشترون بأيمانهم ثمنا قليلا ، قال تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)، وقد ساق ابن كثير أحاديث كثيرة تتعلق بهذه الآية منها
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. قلت يا رسول الله ، من هم ؟ خسروا وخابوا. قال : وأعاده رسول الله ثلاث مرات، قال : المسبل ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ، والمنان ) رواه مسلم وأهل السنن
ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله - عز وجل- وهو عليه غضبان)ا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ، ورجل حلف على سلعته بعد العصر ، يعني كاذبا ، ورجل بايع إماما ، فإن أعطاه وفى له ، وإن لم يعطه لم يف له ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود
ومن الذنوب التي توعد الله عليها بعدم تكليم أصحابها ،وعدم النظر إليه وترك تزكيته ، غير ما تقدم ، الشيخ الزاني والملك الكذاب ، والعائل ( أي الفقير) المستكبر والعاق لوالديه ، والمرأة المتشبهة بالرجال ، والديوث ، ومن أتى إمرأته في دبرها ، ومن جر ثوبه خيلاء
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) رواه مسلم والنسائي
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ينظر إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث) رواه أحمد والنسائي والحاكم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الذي يأتي امرأته في دبرها لا ينظر الله إليه) رواه النسائي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه بطرا ) رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، من جر منها شيئا تخيلا لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
الأثرياء المنعمون
الذين يركنون إلى الدنيا ويطمئنون إليها ، ويكثرون من التمتع بنعيمها ، يضيق عليهم في يوم القيامة ، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يكثر شبعه في الدنيا يطول جوعه يوم القيامة ، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه ( كف عن جشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة ) ، كما أخبر أن أصحاب المال الكثير والمتاع الدنيوي الواسع يكونون أقل الناس أجرا في يوم القيامة ، مالم يكنوا قد بذلوا أموالهم في سبل الخيرات ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال ( إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة ، إلا من أعطاه الله تعالى خيرا ، فنفح فيه بيمينه وشماله ، وبين يديه وورائه ، وعمل فيه خيرا )ا
وقلة الحسنات تؤخرهم وتجعل الآخرين يتقدمونهم بعدما كانوا في الدنيا مقدمين ، فعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، وكسبه طيب ) رواه ابن ماجه
والذين أثقلوا أنفسهم بالنعيم الدنيوي والغنى والثراء لا يستطيعون أن يتجاوزا في يوم القيامة العقبات والأهوال . عن أم الدرداء قالت : قلت لأبي الدرداء : ما لك لا تطلب كما يطلب فلان ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أمامكم عقبة كؤود لا يجوزها إلا المثقلون )ا.
البصاق تجاه القبلة
جهة القبلة محترمة مقدسة ، ولذا فقد جاءت الأحاديث ناهية عن استقبال القبلة واستدبارها حال البول والغائط. ومما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم البصاق تجاه القبلة ، وأخبر أن الذي يتنخم تجاه القبلة يأتي يوم القيامة ونخامته في وجهه ، فعن ابن عمر قال : ( تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجه صاحبها) رواه البزار وابن حبان
وعن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه ) رواه أبو داود وابن حبان وإسناده صحيح.
من كذب في حلمه
يعاقب الذي يكذب في حلمه يوم القيامة بأن يكلف بأن يعقد بين شعيرتين ، والذي يستمع إلى قوم وهم كارهون يعاقب بأن يصب الآنك في أذنيه يوم القيامة ، والآنك الرصاص
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة ) رواه البخاري.
حال المتقين جعلنا الله واياكم منهم .. اللهم امين ..
.
. .
يفزع الناس ولا يفزعون
صنف من عباد الله لا يفزعون عندما يفزع الناس ،ولا يحزنون عندما يحزن الناس ، أولئك هم أولياء الرحمن الذيم آمنوا بالله ، وعملوا بطاعته استعدادا لذلك اليوم، فيؤمنهم الله في ذلك اليوم ، وعندما يبعثون من القبور تستقبلهم الملائكة تهدئ من روعهم وتطمئن قلوبهم
إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ، لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون
والفزع الأكبر هو ما يصيب العباد عندما يبعثون من القبوروالسر في هذا الأمن الذي يشمل الله به عباده الأتقياء ، أن قلوبهم كانت في الدنيا عامرة بمخافة الله ، فأقاموا ليلهم ، وأظمؤوا نهارهم ، واستعدوا ليوم الوقوف بين يدي الله فقال تعالى مخبرا عن مقالتهم إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) ومن كان هذا حاله وقاه الله شر ذلك اليوم ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين ، إن هو امنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي. .